خصصت صحيفة الإندبندنت البريطانية افتتاحيتها لموضوع صار يشغل حيزًا هامًا في الإعلام الغربي ألا وهو تفشي فيروس "إيبولا".
تقول الافتتاحية إننا أخيرًا نشهد استجابة عالمية تتناسب مع حجم الخطر الذي يمثله الوباء، لكن لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به.مضيفة أن الأخبار المتعلقة بالوباء تزداد سوءًا.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن حجم الإصابات سيتضاعف عشر مرات في ديسمبر المقبل. وعدد الإصابات الحالي الذي يقدر بألف إصابة في الأسبوع في الدول المصابة سيصل إلى عشرة آلاف في الأسبوع.
ومع ازدياد الإصابات يزداد خطر نقل المرض عبر المسافرين إلى دول العالم الأخرى.
وحذر بروس ايلورد ، نائب مدير منظمة الصحة العالمية، من أن الرقم الحقيقي للوفيات أعلى من الرقم المعلن، وأنه يصل إلى 70 في المائة وليس 50 في المئة من المصابين بالفيروس. فليس هناك مرض آخر يؤدي للوفاة مثلما يفعل إيبولا.
تقول الصحيفة إن هناك استجابة عالمية تقودها بريطانيا والولايات المتحدة بالأموال والمعدات والأطقم الطبية المدربة. فوصول أشخاص مصابين بالفيروس إلى شواطئ دول أخرى قد حفز من تلك الجهود. إلا أن هناك الكثير والكثير مما يجب القيام به.
وأشارت الإندبندنت إلى أن الدول الأوربية الأخرى لم تشارك إلا بالقليل على حد قول الصحيفة. مشيرة إلى إن هذه ضرورة عالمية تتطلب استجابة عالمية.
وتضيف الجريدة أنه بينما يستعد العالم لحشد طاقاته ضد هذا الوباء القاتل، فإن هناك دروسًا لابد أن نتعلمها لمواجهة هذه الحالات في المستقبل.
أولًا: الإعداد لما هو غير متوقع. فانتشار هذا الوباء يختلف عن الكيفية التي بدأ بها منذ نحو 30 عاما. لم يتوقع أحد أن يعاود إيبولا الظهور في غرب إفريقيا وأن يصبح هذا الانتشار هو الأكبر على الإطلاق. فهو الأطول زمنيًا والأوسع جغرافيًا.
ثانيًا: إقامة أنظمة للإنذار المبكر. فقد كانت منظمة الصحة العالمية، وباعترافها، بطيئة في الاستجابة لتفشي المرض، ولم تتخذ خطوات جادة إلا في أغسطس الماضي بعد نحو ستة أشهر من الإنذار الأول في مارس.
والعامل المهم هنا هو تأثير القرار الذي اتخذته الدول الأعضاء في المنظمة، بما في ذلك بريطانيا، بخفض ميزانية الطوارئ مما هدد قدرتها على القيام بعمليات المسح والاستجابة للطوارئ.
ثالثًا: تحسين عمليات الاتصال. فليس هناك لقاح أو عقار لعلاج إيبولا. وينتقل المرض عن طريق اللمس. والدفاع الوحيد هو النظافة الأساسية. وهناك جهود كانت ناجحة في حث الناس على الانتباه لذلك. وتقول لافته كبيرة على الطريق في ليبيريا "لا تكن الضحية القادمة، لا تغسل جثث الموتى، لا تلمس المرضى، لا تسافر مع الفيروس." إلا أن هناك جهودا أخرى لم تحقق النجاح المطلوب.
رابعًا: تقديم الإرشاد للدول في كيفية الإعداد لحالات تفشي المرض. وسوف تنشر منظمة الصحة العالمية قائمة تعليمات تكون هي المرجعية للدول المختلفة لمعرفة ما إذا كانت مستعدة لمواجهة الوباء فيما يتعلق بالسيطرة على الفيروس، وتعقب عمليات لمس المرضى، و المسح، و المعامل والدفن الآمن. وتضيف الصحيفة القول إنه لا يمكن لأي دولة الادعاء بأنها آمنة من إيبولا.
خامسًا: توفير الاعتمادات المالية للتوصل إلى لقاح للوقاية وعلاج. فإيبولا على الرغم من أنه قاتل إلا انه حتى الآن لا يزال مرضًا نادرًا يهاجم بالدرجة الأولى الدول الفقيرة. ومن غير الواقعي الاعتماد على شركات الأدوية في أن تأخذ المخاطرة المالية في تطوير وتجربة علاج للمرض. ولابد من مشاركة الحكومات والمعاهد الأكاديمية والهيئات الخيرية الطبية في البحث عن علاج.
سادسًا: الاستجابة السريعة والكريمة لحالات طلب المساعدة. فأحد أكثر الأمور إزعاجًا في هذه الأزمة هو عدم استجابة الدول الغربية إلا بعد أن بدا الخطر يهدد مواطنيها.
وتختتم صحيفة الإندبندنت افتتاحيتها بالقول: "إننا نعيش في عالم واحد وإن الفيروسات لا تحترم حدود الدول".