عقد التحالف الوطنى لدعم الشرعية، والمجلس الثورى المصري، مؤتمراً صحفياً مشتركاً، تحت عنوان (الحركة الطلابية تشعل الثورة)، ظهر اليوم، بمدينة إسطنبول التركية، وذلك للتضامن مع الحراك الطلابى بالجامعات المصرية.
وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم التحالف، إن هناك تصاعداً للحراك الطلابي والغضب الشعبى مع الفشل الكامل للنظام الذى يعانى من تناقض بداخله، مما سيؤدى إلى اشتعال الغضب الشعبي والطلابي، وهناك ثبات للثورة والثوار فى الميادين، وهذه العناصر حتما ستطيح به.
وأوضح -خلال كلمته الهاتفية من مصر- أن الانقلاب يريد قمع الطلاب والشعب كله، إلا أن هذا الجيل لن يستطيع أحدا أن يقمعه، لافتا إلى أنهم يرقبون بعين الحذر ما يتردد حول تشكيل كيان ثورى جديد، خاصة أن الشارع قد يرفضها وهم مع نبض الشارع، لأنهم أبناء مصر وليسوا أبناء الخارج.
وعلق على قرار حظر نشاط التحالف، قائلا: "هذا القرار هو والعدم سواء، ونحن مستمرون فى نشاطنا السلمى فهذا القرار الباطل، لأنه بنى على أساس غير قانوني، ونشاط التحالف ليس حكراً على مجموعة، ولكن يؤمن بها كثير من المصريين يدافعون عن الشرعية والحقوق، وبالتالى فلن يمنعنا أحد ﻷننا نستمد شرعيتنا وقوتنا من الشارع والشعب".
ونوه إلى أن الحلول السياسية انتهت مع أول قطرة دماء سالت على أرض مصر فى المجازر "، متوقعاً أن يتصاعد الحراك الثوري الشعبي والطلابي إلى أن يصل إلى ثورة عارمة فى كل ميادين وشوارع مصر، خاصة مع اضطرار الانقلاب لمزيد من القمع.
بدوره، ذكر الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو المكتب التنفيذى للمجلس الثوري، أن الطلاب هم جزء أصيل من الثورة لإسقاط الانقلاب، وأن الحراك الطلابي الذى بدأ لن ينتهي، مضيفاً بأن المظاهرات تبدأ سلمية ثم تتحول بتدخل قوات اﻷمن إلى حالة من الكر والفر، ثم من يتم اعتقاله يُحاكم بقتل زملائه المتظاهرين.
وأضاف -فى كلمته: "لن نسمح لأحد باستدراج الشعب إلى العنف- كما يريد الانقلاب- ولن يقبل الطلاب بأن يجرهم الانقلاب إلى ملعبه (العنف والسلاح)، وما يحدث الآن على اﻷرض يؤذى هذا الانقلاب ويؤرق مضاجعه".
وذكر أن شركة فالكون –التى استعان بها الانقلاب لحراسة الجامعات- هى علامة فشل، بعدما فشلت قوات الداخلية والجيش فى ذلك.
وقال "حشمت" إن "عقلية المؤسسة العسكرية تذهب بنفسها وبمؤسسات الدولة إلى الهلاك، ولن ينجو من ذلك أحدا إلا الأحرار فى مصر الذين سيكملون مسيرة الوطن”.
وتابع: "هناك مسامير كثيرة تدق فى نعش الانقلاب، فكل موقف أو تصريح يساهم فى ذلك بعد تزايد أعداد المعارضين، حتى نصل إلى مرحلة الكتلة الحرجة والتى ستثور فيها جموع الشعب كله"، مضيفاً بأنهم لا يعولون على أحد من الخارج، بل الشعب فى الداخل، وأن مفاجآت الثورة قد تطول، إلا أنها فى النهاية ستنتصر.
بدوره قال نزار غراب البرلمانى السابق والقيادى بتحالف دعم الشرعية إن "السلطات الثلاثة ( التنفيذية والقضائية والتشريعية) الآن فى قبضة "العسكر"، فلو استقل القضاء وحكم بالعدل لسقط الانقلاب”.
واستنكر "غراب" حكم حظر نشاط التحالف، قائلا إن التحالف يضم مجموعة أحراب شرعية وقانونية، ولا أدرى كيف يتم التعامل مع أحزاب قانونية بإلغاء تجمعها، فالتحالفات أمر قانونى وصحيح، فحينما تكون هناك انتخابات مثلا تقوم الأحزاب بتشكيل تحالفات، إلا أن هذا الحكم من حيث المضمون عمل قمعى".
من جهته، قال الدكتور أسامة رشدي، عضو المكتب التنفيذى للمجلس الثورى والقيادى بالجماعة الإسلامية، إن كل جرائم الانقلاب لن تسقط بالتقادم، وأن القصاص سيأتى لا محالة، مؤكداً أن "السيسى يعبث بالحياة الجامعية والطلاب كما يعبث بمصر وأمنها، وفصل الطلاب والأساتذة بدون تحقيق لم يحدث طوال تاريخ مصر”.
ودعا "رشدي" جامعات العالم للتضامن مع الطلاب فى مصر، وللبدء فوراً فى تنفيذ فعاليات قوية لإرسال رسالة للنظام مفادها أن الطلاب هم قلب مصر وقادة الثورة، والحركة طلاب تعبر عن ضمير اﻷمة.
وأدان حكم بحظر أنشطة التحالف، مؤكداً أنه يأتى فى سياق التضييق على التحالف وحل الأحزاب الشرعية التى نالت ثقة الشعب فى عدّة استحقاقات انتخابية، إلا أن كل هذه الأحكام والقرارات حتما ستسقط بسقوط الانقلاب.
وتابع: "هناك أجندة لدى الانقلاب الحاكم لتحويل الجيش إلى مرتزقة، والسيسى يسعى ﻷن يكون مثل جمال عبد الناصر، ولذلك كانت هناك مغامرة عسكرية غير محسوبة بالتدخل العسكرى فى ليبيا، ويجب أن تتوقف هذه المغامرات التى يقودها السيسي".
وألقى عادل راشد، عضو مجلس الشعب السابق والقيادى بحزب الحرية والعدالة، البيان الختامى للمؤتمر، والذى جاء فيه :"لم يكن أحد يتوقع أن ينحدر الانقلاب إلى هذا المستوى الهمجى الهابط فى معاملة الطلاب، وإذا كان طلاب مصر هم أمل الأمة ومستقبلها؛ فإنّ هذا الانقلاب بما يرتكبه ضدهم من انتهاكات فاقت كل التوقعات يعمد إلى هدم مستقبل الأمة ونسف آمالها واغتيال ما تبقى من أحلامها”.
واستطرد: "استهل الانقلاب العامَ الدراسى الجديدَ بسلسلة المجازر والانتهاكات التى أقل ما توصف به أنها متجردة من كل معانى الإنسانية، فهذه قوات من الشرطة والجيش تقتل وتسحل وتعتقل".
وأردف: "وهذه ميليشيات شركة فالكون – المشبوهة – سلطت على الطلاب والطالبات، وكلفت بتفتيشهم والتعنت فى معاملتهم وإرهابهم، وهذه إدارات للجامعات والمعاهد والمدارس تقوم بالفصل المتعسف تارة وبالتآمر مع الجهات الأمنية تارة أخرى، وتجنيد الطلاب للتجسس بعضهم على بعض حتى آلت الأوساط العلمية والتعليمية إلى بيئات أمنية جاسوسية".
وأكد أنه يرقب عن كثب ما يجرى للطلبة والطالبات فى جامعات مصر ومدارسها، معلناً إدانته لتلك التصرفات، مضيفاً:” ليعلم هؤلاء جميعاً أنّ الثورة ماضيةٌ وأن انتصارها عليهم آتٍ، ولا هوادة ساعتها فى إنفاذ سيف العدالة على المارقين أعداءِ الوطن وخصومِ الدين”.
ووجه التحالف نداءا إلى طلاب مصر بأن يمضوا فى حراكهم غير عابئين ولا مكترثين، ولا يهولنهم جموع من وصفهم بالفاسدين؛ فإن الانقلاب يحمل فى طياته عوامل سقوطه، مضيفاً :" فسيروا على بركة الله؛ فأنتم صناع الأمل، ومفجروا فجر الحرية والكرامة والاستقلال”.
وتابع: "آن للشعب أن يحتضن الأحرار من الطلاب، وأن ينحاز إليهم، وأن يحميهم بكل ما يملك؛ فهذا واجب دينى ووطنى لا يصح التفريط فيه، وأن يتجاوب مع زئير ثورتهم".
وطالب الطلاب فى كل بلاد العالم العربي والإسلامي بأن يهتموا بشأن زملائهم فى مصر، وأن يعبروا عن أخوتهم لهم بكافة صور التعبير، ويعلنوا عن مناصرتهم لقضيتهم، بما يملكون من أدوات وآليات.
واختتم البيان: "الثورة مستمرة مهما وضع الظالمون فى طريقها من عقبات وعراقيل، ولن تقف ولن تهدأ حتى يستردّ الشعب شرعيته، وأنّه لا سبيل إلى العودة إلى الوراء مهما كانت التضحيات”.