نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مقالًا تحلل فيه موقف السعودية من انخفاض أسعار النفط في الأسواق الدولية.
وقالت الصحيفة إن السعودية اتخذت موقفًا محسوبًا بدقة، رغم ما فيه من المجازفة، بدعمها انخفاض أسعار النفط إلى نحو 80 دولارًا للبرميل.
ونقلت الفايننشال عن ديبورا جوردن، مديرة الطاقة والبيئة في برنامج كارنيجي، قولها إن دعم السعودية لانخفاض أسعار النفط، يسبب مشاكل لغريمتيها روسيا وإيران.
فأسعار النفط المنخفضة تؤثر سلبًا على اقتصاد روسيا التي يتعرض لعقوبات أمريكية وأوروبية، بسبب موقف موسكو من الأزمة في أوكرانيا.
وستتأثر إيران أيضًا من انخفاض أسعار النفط، مما قد يجعل طهران تتنازل في محادثاتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي، والتي تتمنى السعودية أن تصل إلى طريق مسدود- بحسب المقال.
وقالت الصحيفة إنها تتوقع أن تتحمل السعودية عبء انخفاض أسعار النفط، باستخدامها احتياطي العملة الصعبة الضخم الذي تتمتع به، لسد العجز في الميزانية.
وأضافت الصحيفة "سيكون انخفاض أسعار النفط بشير خير لاقتصاديات الدول الأوروبية والصين، التي هي أكبر زبائن السعودية."
ويشير المقال إلى أن موقف السعودية سيصب في صالح المستهلك الأمريكي، لأن الولايات المتحدة، وعلى الرغم من ازدهار الغاز الصخري، تبقى مستوردًا كبيرًا للنفط.
وتختتم الصحيفة أن خطوة الرياض تهدف أيضًا إلى إثبات دورها في سوق النفط الدولية، من خلال كبح جماح صناعة الغاز الصخري في الولايات المتحدة، إذ أن انخفاض الأسعار سينعكس سلبًا على هذه الصناعة الناشئة.
ولكن الولايات المتحدة مرتاحة لهذا الموقف، لأن انعكاساته الإيجابية أكبر من انعكاساته السلبية، فهو بمثابة خفض للضرائب على المستهلك الأمريكي.