بدأ منذ شروق شمس اليوم الأربعاء بمعبد أبو سمبل جنوب أسوان، تعامد الشمس على ما يسمى "قدس الأقداس" بمعبد رمسيس الثاني ليعلن عن بدء الظاهرة الفلكية ، وذلك بحضور مئات السائحين وآلاف المصريين.
حيث بدأ العشرات من الأجانب والمواطنين، التوافد على معبد أبو سمبل جنوب مدينة أسوان، لمشاهدة الظاهرة الفلكية النادرة بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بالمعبد الكبير قدس الأقداس بمدينة أبو سمبل.
فيما شهدت المنطقة تشديدات أمنية وتنظيم مروري على مداخل ومخارج المعبد.
وقال الباحث الأثري أحمد عامر، أن الملك رمسيس الثاني ثالث حكام الأسرة التاسعة عشرة في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م، يعد من أعظم ملوك مصر الفرعونية وامتدت فترة حكمه لحوالي 67 عامًا، ودفن بعد وفاته في وادي الملوك بالأقصر في المقبرة "كيه فيه 7"، إلا أن مومياءه نقلت إلى خبيئة المواميات في الدير البحري، حيث اكتشفت عام 1881م بواسطة جاستون ماسبيرو ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد 5 سنوات.
وترك الملك رمسيس الثاني الكثير من الآثار المهمة منها التحفة الرائعة في أبو سمبل، فالمعبد الكبير له المنحوت في الصخر بني حوالي عام 1244 ق.م وقد استغرق حوالي 21 عامًا في بنائه أي 1265 ق . م ويحرس مدخل المعبد 4 تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل تمثال على 20 مترا، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الإله حتحور إله الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد فىيواجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منها لرمسيس الثاني و2 للملكة نفرتاري، ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 أمتار تقريبا .
وتعتبر ظاهرة تعامد الشمس داخل ما يسمى "قدس الأقداس" في المعبد الكبير تعد من أبرز الظواهر الفلكية النادرة التي تحدث مرتين كل عام يومي 22 أكتوبر وفبراير من كل عام، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني، وتماثيل الآلهة أمون، ورع حور، وبتاح التي قدسها، وعبدها المصري القديم.
وتخترق أشعة الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60 مترًا داخل قدس الأقداس.
وأقام الملك رمسيس الثاني أقام الكثير من المسلات والمعابد منها مسلته بمعبد الكرنك ومسلة أخرى موجودة في باريس في ميدان الكونكورد، كما قام بإتمام معبد أبيدوس ثم بني معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا أطلال، وأقام في طيبة معبد الرامسيوم و أطلق عليه هذا الاسم نسبة إليه وقد سمى باسم المعبد الجنائزي.
وعن حملات وحروب الملك رمسيس الثاني، أشار عامر إلى أن الجيش قد وصل في عهده لحوالي مائة ألف رجل فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصري ومن أشهر معاركه معركة " قادش الثانية " عام 1274 ق . م ، وهى من أعظم المعارك العسكرية.
وتعرض رمسيس الثاني في بداية معركة "قادش" لخدعة من أعدائه عندما هاجم عدوه في سرعة كادت أن تقضى على الجيش المصري إلا أن شجاعته وكفاءته العسكرية في هذا الوقت العصيب جعلته يتحكم في سير المعركة فقد استطاع بذكائه إخراج جيشه من هذا المأزق، بل وحول الهزيمة المنتظرة إلى نصر ساحق والذي كان من نتيجته أن سارع الملوك بتقديم فروض الولاء والطاعة لملك مصر الشجاع الذي وافق على عرض السلام والصداقة.
وتابع الباحث الأثري تصريحات لوكالة "أنباء الشرق الأوسط" أن الملك رمسيس الثاني قاد أيضا عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة، وقد أنشأ رمسيس مدينة (بر رعميسو) في شرق الدلتا ومنها أدار معاركه مع الحيثيين ، كما هزم أيضا قراصنة البحر الشردانيين بشكل حاسم، حيث كانوا ينهبون سفن البضائع المصرية على طول ساحل مصر على البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن مصر في عهده عرفت وجود لبعض عناصر المخابرات التي كانت تقوم بدورها بجمع المعلومات عن العدو.