قال الأمين العام لجمعية أتراك سوريا "أحمد الوزير"، إن السوريين في الداخل، يعيشون ظروفًا صعبة للغاية، خاصة مع حلول فصل الشتاء، واستمرار عدم توفر الطاقة الكهربائية ومواد التدفئة.
ودعا الوزير في مقابلة أجراها وكالة "الأناضول" في ولاية هطاي، جنوبي تركيا، إلى عدم نسيان مئات آلاف السوريين "الذين يكابدون من أجل البقاء على قيد الحياة، في الداخل السوري، حيث الحرب والبرد والجوع".
وأشار أمين جمعية أتراك سوريا، إلى أن آلاف السوريين في جبل التركمان وجبل الأكراد شمال غربي سوريا، بحاجة ماسة للمزيد من الدعم الإغاثي، في ظل تفاقم الاحتياجات الطبية والغذائية ووقود التدفئة، خاصة وأن تلك المناطق تتسم بالبرودة في فصل الشتاء.
وتابع: "إن الظروف القاسية التي يعيشها السوريون في الداخل، آخذة بالتدهور على الصعيد الإنساني، يوماً بعد آخر، والناس يهربون إلى المناطق الأكثر أمناً، ويعيشون في خيام لا تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء"، مشدداً على ضرورة إمداد تلك المناطق بالخيام والمساعدات الطبية والغذائية والأغطية.
"شتاء قارس"
وعاني اللاجئون، في المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، من البرد القارس والأمطار الغزيرة، وهو ما يزيد من معاناة اللاجئين لاسيما الأطفال منهم.
وتتزايد الخشية على صحة وسلامة اللاجئين السوريين في المخيمات، الذين تشكل النساء والأطفال غالبيتهم، ولا تتوفر لهم مصادر التدفئة الضرورية، في ظل بداية فصل الشتاء وتصل درجات الحرارة هناك إلى ما يقرب من حالة التجمد, حيث يشعل اللاجئون السوريون نيراناً أمام مخيماتهم، التي نصبوها تحت أشجار الزيتون لتدفئة أنفسهم من البرد القارس.
ويخشى مسؤولون وعاملون في مجال إغاثة اللاجئين السوريين، من تزايد معاناة اللاجئين في ظل ما وصفوها بأزمة الظروف الجوية القاسية، التي تصاحب فصل الشتاء في المنطقة.
"اتفاق تركي قطري لدعم اللاجئين"
في هذه الأثناء، وقعت تركيا وقطر -اليوم الأربعاء- في العاصمة التركية أنقرة، اتفاقية حسن نية بشأن تقديم الدعم لتعليم اللاجئين السوريين في تركيا.
وحضر مراسم التوقيع كل من نائب رئيس الوزراء التركي، "نعمان قورتلموش"، والشيخة "موزا بنت ناصر"، والدة أمير قطر، الموجودة في تركيا بدعوة من عقيلة الرئيس التركي، "أمينة أردوغان"، إضافة إلى رئيس إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، "فؤاد أوكتاي"، ورئيس وكالة التعاون والتنسيق (تيكا)، "سردار تشام".
وقال "قورتلموش"، في تصريح قبيل مراسم التوقيع، أن الاتفاقية ستشمل مشاريع تُنجز مع "آفاد" و"تيكا"، كل على حدة، موضحًا أن "تيكا" ستقدم عددًا من الخدمات في بلدان أخرى بدعم من مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، التي ترأسها الشيخة "موزا"، وفي المقابل تعمل المؤسسة ذاتها مع "آفاد" بخصوص إقامة مشاريع خاصة بتوفير التعليم للاجئين السوريين وأبنائهم في تركيا.
وأشار "قورتلوش" إلى أن وفدًا قطريًّا سيصل تركيا في نوفمبر القادم ليحدد مع مسؤولي "آفاد" المحافظات التي ستقام فيها المشاريع التعليمية الخاصة بأطفال اللاجئين السوريين، مشيرًا إلى عدم وجود مشاريع محددة الشكل والمكان في الوقت الحالي.
وأعرب نائب رئيس الوزراء التركي عن اعتقاده بأن الاتفاقية، والاستثمارات التي ستقام في دول أخرى، والمشاريع التعليمية للسوريين في تركيا ستدفع بشكل أكبر إلى الأمام التعاون القائم حاليًّا بين البلدين، مضيفًا أن المؤسستين التركيتين ستنجزان مشاريع ممتازة بالدعم القطري.
ولفت إلى الانطباع الإيجابي، الذي خلفته خدمات تركيا للاجئين السوريين، لدى الشيخة "موزا" خلال زيارتها أمس لمخيمات اللاجئين في ولاية غازي عنتاب، مشيرًا أنها أعربت عدة مرات عن سعادتها بما رأته في المخيمات.
"نقص المياه الشرب"
فيما يعاني أهالي مدينة حلب من صعوبة تأمين مياه الشرب، بسبب تواصل انقطاع المياه عن المدينة لليوم الخامس على التوالي.
ويعتمد أهالي مدينة حلب على الآبار كمصدر بديل في حال انقطاع المياه، وتتوزع تلك الآبار في الأحياء بحسب الحاجة إليها، ويقطع بعضهم مسافات طويلة لنقل المياه من الآبار إلى بيوتهم، ما دفعهم مؤخرًا إلى حفر آبار بشكل عشوائي، وبدون رقابة، وهو ما ينذر بخطر تضرر مخزون المياه الجوفية.
وأوضح المكتب الإعلامي للإدارة العامة للخدمات بالمدينة – في بيان بحسب الأناضول – : " إن توقف ضخ المياه نتج عن الانقطاعات المتكررة والطويلة في التيار الكهربائي، بالإضافة إلى تعطل أحد خطوط المياه الرئيسية في حي الصاخور، الذي تسيطر عليه قوات المعارضة، جراء الأعمال العسكرية التي تشهدها المنطقة " ، مشيراً إلى "عودة تدريجية في المياه بعد استخدام مولدات الديزل في ضخها، وتحسن مستوى الضخ مع عودة التيار الكهربائي في المستقبل".
يشار إلى أن أعمال التفجير الضخمة التي نفذتها قوات النظام السوري ؛ تسببت في ردم كثير من الآبار، وتلوث مياهها، وخاصة في المدينة القديمة.
