تراجعت مؤخرا مبيعات شركة نوكيا العالمية للهواتف لصالح سامسونغ وسوني واليوم بدأت الشركة الفنلندية نوكيا بالتفكير في كيفية إحياء علامتها التجارية في الأسواق الاستهلاكية بعد أشهر فقط من بيع قطاع الهواتف المحمولة التابع لها لشركة مايكروسوفت مقابل ما يزيد عن 7 مليارات دولار.
وأكد المدير التنفيذي لـ"نوكيا"، راجيف غوري الجمعة عندما سئل عن تسريبات حول ما إذا كانت الشركة تتطلع إلى العودة إلى سوق الهواتف المحمولة "أعتقد أنه يمكنكم توقع عودة علامتنا التجارية إلى عالم المستهلك".
وكشف غوري للمستثمرين في عرض أقيم في العاصمة البريطانية، لندن أن شركته سوف تنظر في ترخيص اسم علامتها التجارية لشركات أخرى بدلا من بدء أعمال تجارية جديدة في قطاع الهواتف بنفسها.
وأضاف "ننظر لترخيص العلامة التجارية باعتبارها فرصة لا يمكن التفريط فيها، ولكن أود أن أقول إنها أكثر من فرصة على المدى الطويل".
وألمح إلى وجود صفقات محتملة قد يرغب صناع الإلكترونيات الاستهلاكية فيها بالدفع لـ "نوكيا" مقابل استخدام علامتها التجارية مع منتجاتهم.
وقال راجيف غوري: إنه لا يوجد اتفاق وشيك لكن يمكن أن تظهر علامة "نوكيا" التجارية على مجموعة من الإلكترونيات الاستهلاكية التي ليس بالضرورة أن تكون هواتف. وأضاف "العودة لا ترتبط بالعاطفة".
وكانت شركة مايكروسوفت قد كشفت الأسبوع الماضي عن "لوميا 535" وهو أول هاتف ذكي لا يحمل العلامة التجارية لـ "نوكيا" بعد إتمام صفقة الاستحواذ.
وكانت "نوكيا" يوماً ما رمزاً للهواتف النقالة ولكن تصنيف علامتها التجارية لهذا العام تراجع إلى المركز الثامن والتسعين بين أفضل العلامات التجارية في العالم.
ويحلم تحالف مايكروسوفت ونوكيا بأن تغزو علامتهما التجارية الأسواق النامية والصاعدة من بوابة الهواتف الذكية التي تسيطر عليها سامسونغ وأبل حالياً.
وكان براد ستون المستشار العام لشركة مايكروسوفت قال في تدوينة على الإنترنت "يسرنا الإعلان عن اكمال الخطوات اللازمة لإنهاء صفقة استحواذ مايكروسوفت على أنشطة نوكيا في مجالي الأجهزة والخدمات".
وأضاف أن "هذه الصفقة ستساعد مايكروسوفت على تسريع وتيرة الابتكار والتسويق لنظام التشغيل ويندوز فون. علاوة على ذلك فإنها تتطلع إلى خدمة مليارات العملاء بخدمات مايكروسوفت من خلال هواتف نوكيا المحمولة".
وكان نائب الرئيس التنفيذي السابق في شركة سكايب روس شو بشّر بانطلاق ثورة جديدة في عالم الاتصالات المحمولة، يحتمل ان تكون شرارتها في بناء التحالف الثلاثي المكون من مايكروسوفت ونوكيا وسكايب الذي يدرس اطلاق خدمة المحادثة المجانية عبر الهواتف النقالة.
واعتقد شو بحسب ما دونه في صحيفة الغارديان البريطانية ان "المنتج المقبل للشركات الثلاث سيكون هاتفا نقالا متكاملا من ناحية الجهاز والبرامج التشغيلية تتيح الاستفادة من امكانية المحادثة عبر سكايب باستخدام الشبكات الحديثة من الجيل الرابع وبعروض مجانية".
من جانبهم أكد الخبراء والمراقبون أن التحالف الجديد بين الشركتين يود أن يطيح بعمالقة اليوم في هذا القطاع ويعمل على إطلاق هواتف مميزة ورخيصة خصوصا وأنها مطلوبة بكثرة في الأسواق النامية والصاعدة التي تشكل اليوم الأغلبية، فالصين وروسيا والهند ودول جنوب شرق أسيا وبلدان الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا الجنوبية مع أوروبا الشرقية وإيطاليا وإسبانيا تشهد رواجا كبيرا للهواتف والأجهزة الرخيصة أكثر من تلك المعروضة بأسعار غالية.
وشركة نوكيا هي شركة اتصالات وتكنولوجيا معلومات فنلندية متعددة الجنسيات،ويعد منتجها الرئيسي هو الهواتف النقالة ،كما تقدم الشركة أيضا خدمات الإنترنت ومنها التطبيقات، الموسيقى، الوسائط الرقمية والرسائل.
وتقدم نوكيا خدمات الخرائط الرقمية والملاحة المجانية من خلال شركتها الفرعية المملوكة بالكامل، نافتك، وخدمات ومعدات شبكات الإتصال لمزودي الخدمة من خلال شبكات وحلول نوكيا.
ويعمل لدى نوكيا 97,798 موظف في 120 دولة، ومبيعات في أكثر من 150 دولة، وعوائد سنوية تبلغ حوالي 30 مليار يورو.
و نوكيا هي ثاني أكبر مصنع للهواتف النقالة بعدد الوحدات المباعة بعد سامسونج بحصة 22.5% من السوق في الربع الأول من 2012.
كانت نوكيا أكبر بائع للهواتف النقالة من 1998 حتى 2012، لكن حصتها من السوق عانت خلال السنوات الخمس الماضية من التراجع نتيجة لتزايد استخدام الهواتف الذكية من باعة آخرين (آيفون من أبل والأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد من غوغل بشكل رئيسي).
ومنذ فبراير 2011 أصبحت لنوكيا شراكة استراتيجية مع مايكروسوفت،كجزء من هذه الشراكة ستتضمن جميع أجهزة نوكيا الذكية نظام التشغيل ويندوز فون (مستبدلة سيمبيان)،ويعد المنتج القيادي الحالي لنوكيا هو نوكيا لوميا 920.