أكد الكاتب الصحفي، وائل قنديل أن نظام قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي يمثل النموذج الأكثر فجاجة في تطبيق نظام حكم الفرد، وأنه لن يمر على مصر نظام حكم، جمع كل هذا القدر من السلطات والصلاحيات إلا نظام قائد الانقلاب.
وقال قنديل، في مقاله المنشور بجريدة العربى الجديد اليوم تحت عنوان "هل أصدرت قرارًا جمهوريًّا اليوم؟": إن شخصا واحدا في مصر أصبح في يده مقاليد التشريع والتنفيذ والقضاء، وفي الأخرى مفاتيح الجيش والشرطة والدبلوماسية والفنون والثقافة، وعلى الرغم من ذلك، ترى انهياراً وتآكلاً في كل شيء، الذى جعل ألد الخصام يشفقون على مصر من هذه المهانة الممتدة.
وأضاف: قامت القيامة على الرئيس المنتخب محمد مرسي، لأنه استخدم صلاحياته، مرة واحدة، وأصدر إعلانًا دستوريًّا، تضمن مجموعة من القرارات والإجراءات التي لا تتعارض مع مطالب وأهداف ثورة يناير، فكان إعلان النفير لإسقاطه، وبدأ الأمر بمحاصرة القصر الرئاسي، تحت رعاية مؤسسات الدولة العميقة وبمباركتها.. اتهموا محمد مرسي بالديكتاتورية والاستبداد.
وتابع: الآن، تعيش مصر تحت حكم عسكري صريح، يقودها فرد في يده السلطات كلها، يفطر بقرار جمهوري، ويتعشى بقانون نافذ، لا يحاسبه أو يراجعه أحد.. هو البرلمان، الحكومة، التلفزيون الرسمي والخاص، وهو رئيس تحرير كل الصحف الحكومية والخاصة، يأمر فيطاع، يقول فيهلل له الجميع، يمضي بالسفينة إلى الوجهة التي يريد، وبالسرعة التي يريد، تحت رعاية واحتضان كاملين من نظام دولي معدوم الضمير، يغض الطرف عن فظائع ومذابح ثابتة بالصوت والصورة، بذريعة استخدامه في الحرب على إرهابٍ، هم صناعه وزراعه وتجاره.
واختتم قنديل قائلا: توافرت لهذا النظام كل العناصر التي من شأنها أن تصنع نجاحًا، حتى لو كان غير مستحق، ومع ذلك، حقق فشلاً نموذجيًّا في كل شيء، لا اقتصاد نهض ولا أمن تحقق، ولا سياسة دارت عجلتها، ولا ديمقراطية جاءت..طوال الوقت، يصيحون "دعونا نبني وطناً"، لكن أي وطن يبنى على أرضية مزروعة بجماجم وأشلاء مروية بدماء؟".