قال "ياسر أبو عمار" – أحد المسئولين الإعلاميين للجبهة الإسلامية في حلب – إن وحدات تابعة للجبهة تمكنت، أمس الجمعة، من قتل 20 شخصًا من عناصر النظام السوري، على مقربة من مقر الاستخبارات الجوية في منطقة "جمعية الزهراء" بمدينة حلب شمال البلاد.
وأوضح "أبو عمار" أن الوحدات التابعة للجبهة الإسلامية، تحاصر "جمعية الزهراء" منذ فترة طويلة، لافتًا إلى أن قتل عناصر قوات النظام تم في اشتباكات ضارية جرت بين الطرفين، بحسب "الأناضول".
وأشار إلى أن "قوات النظام السوري، حاولت التسلل من منطقة (جمعية الزهراء) إلى منطقة أخرى تقع تحت سيطرة المعارضين المسلحين، الذين ما إن لاحظوا ذلك حتى انقضوا عليهم بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وقتلوا منهم 20 شخصًا".
وأوضح "أبو عمار" أن قوات النظام السوري أمطرت المناطق التي يتمركز فيها المعارضون جوًا بالبراميل المتفجرة وصواريخ "الفيل"، "في مسعى منها للحفاظ على سيطرتها على مقر المخابرات الجوية"، مشيرًا إلى أن "(جمعية الزهراء) تحولت إلى منطقة أشباحٍ بسب الخراب الذي لحق بها جراء هجمات قوات النظام".
وأفاد أن قوات النظام حاولت إعادة السيطرة على حلب "لكنها قوبلت بمقاومة عنيفة من المعارضين حالت دون ذلك".
يذكر أن الانتفاضة الشعبية السورية ضد نظام بشار الأسد انطلقت في 18 من مارس عام 2011 م ضد القمع والفساد وكبت الحريات، وعلى إثر حادثة أثارت غضب أهالي حوران جنوب سورية، حيث تم اعتقال خمسة عشر طفلاً في 27 من فبراير في العام نفسه.
وارتكبت قوات أمن النظام السوري جرائم تعذيب للأطفال المعتقلين؛ لأنهم كتبوا عبارات مناهضة للنظام متأثرين بــ الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية، اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، والرئيس المصري حسني مبارك.
وقاد هذه الثورة الشبان السوريون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ورفعوا مجموعة من شعارات الحرية والكرامة، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية واجهتهم بالرصاص الحي في مدينة درعا البلد، ما أدى لمقتل أربعة أشخاص، فسرعان ما تحول الشعار إلى "إسقاط النظام"، وعمت التظاهرات مدن وبلدان محافظة درعا ومعظم المدن السورية، وفي مقدمتها اللاذقية ودوما وداريا وحمص وبانياس.
ومن ثم امتدت المعارضة إلى العديد من المدن السورية وتحولت الثورة من تظاهرات إلى ثورة مسلحة ضد قوات الأسد؛ خاصة بعد عمليات التصفية التي يشنها نظام الأسد في كل المناطق التي تقطن فيها المعارضة.