قال وائل قنديل، الكاتب الصحفي: إن تزامن إصدار تقرير تقصي الحقائق مع زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى الفاتيكان وإيطاليا وفرنسا، يجعله أقرب إلى "بروشور"، من إنتاج الخارجية المصرية للدعاية السياسية للنظام الحاكم في الخارج، معتبرًا أن استباق التقرير مليونية 28 نوفمبر يحوّله من تقرير لتقصي الحقائق إلى تقرير أمني، أو شهادة براءة مسبقة من جرائم قادمة، ربما لا تقل في وحشيتها عن جريمة قتل المعتصمين في رابعة العدوية ونهضة مصر وسيارة ترحيلات سجن أبو زعبل ومسجد الفتح.
وأضاف -في مقاله اليوم تحت عنوان "تقرير مبارك فض رابعة"-: النظام يعمل بقاعدة لكي تبرر مذبحة قادمة، عليك أن تبرئ مذبحة سابقة"، لكي يحقق قدرًا هائلًا من الترويع والتفزيع، لكل من يفكر في النزول والمشاركة، كما يضمن له مسارًا قضائيًّا وحقوقيًّا في صالحه، حين يتجه الضحايا وذووهم للمطالبة بمحاكمة الجناة.
وختم: صدر التقرير وبقيت أسئلة: لماذا قبل مليونية يروّج لها إعلام النظام نفسه باتخاذ تدابير مبكرة غير مسبوقة في شدتها، بينما الخطاب الرسمي يقول إن الحراك المناهض للانقلاب لا يتجاوز بضع مئات من الغاضبين؟ ولماذا يعتبرها يومًا للدمار الشامل؟ وما علاقة الاحتفاء بمليونية 28 نوفمبر، بتحديد اليوم التالي لها (29) للنطق بالحكم في قضية حسني مبارك؟
