قال رئيس الوزراء الإثيوبي "هيلي ماريام ديسالين"، إن مفاوضات السلام المتعلقة بما يجري في دولة جنوب السودان "قد طالت كثيرًا"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن بلاده لم تفقد الأمل في تحقيق السلام هناك.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسئول الإثيوبي اليوم في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيرته الألمانية أنغيلا ميركل، عقب لقاء ثنائي جمع بينهما في العاصمة الألمانية برلين التي يزورها حاليًا، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وتابع ديسالين: "حينما ننظر للأوضاع التي تشهدها جنوب السودان، سيتضح لنا أنه لم يعد أمامنا كثير من الوقت، لذلك علينا أن نعطي إنذارًا لإجراء آخر جلسة مفاوضات بين الجانبين، نضع من خلالها كافة المشكلات على الطاولة، من أجل أن نجد لها حلًا، ونأمل في أن يتوصل الطرفان لحل في السريع العاجل، لكننا سعداء من المفاوضات التي جرت حتى الآن".
وفي شأن آخر ذكر المسئول الإثيوبي أنه تناول مع نظيرته الألمانية العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومنها العلاقات الاقتصادية والتعاون في مجالي الزراعة، والتعليم المهني، مناشدًا الشركات الألمانية، ورجال الأعمال، القدوم إلى بلاده للاستثمار فيها.
ومن جانبها أكدت المستشارة الألمانية ميركل، أن بلادها وإثيوبيا لديهما اتفاق على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بينهما في كافة المجالات، مشيرة إلى أن أثيوبيا دولة نامية لها أهمية كبيرة، وأعربت عن استعدادها لإعداد الأرضية اللازمة لتوجه المستثمرين الألمان إلى إثيوبيا.
وأفادت ميركل، أنهما تناولا خلال اللقاء الثنائي الأوضاع في جنوب السودان وإريتريا، لافتة إلى "أن المسلمين والمسيحيين يعيشون بسلام معًا في إثيوبيا، التي تعتبر نموذجًا لبقية دول العالم في التعايش السلمي".
واستؤنفت، في مدينة بحر دار الإثيويية، في منتصف سبتمبر الماضي، مفاوضات السلام بين الأطراف المتصارعة في جنوب السودان، وذلك في انعقاد هو الأول من نوعه يُجرى خارج العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، منذ انطلاق هذه المفاوضات مطلع العام الجاري.
وتشهد دولة جنوب السودان منذ ديسمبر 2013 صراعًا دمويًا على السلطة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بقيادة "ريك مشار"، النائب السابق لرئيس البلاد، "سلفاكير ميارديت"، ولم تنجح مفاوضات السلام التي جرت خلال الفترة الماضية في أديس أبابا، في وضع نهاية للعدائيات بين الطرفين والتوصل لصيغة لتقاسم السلطة حتى الآن.
