أصيب أربعة طلاب تونسيين، اليوم الخميس، إثر وقوع مصادمات بين منتسبين لمنظمتين طلابيتين خلال تظاهرة بكلية الآداب في جامعة منوبة، شمالي البلاد، حسب مسؤول طلابي.
وقال الأمين العام للاتحاد التونسي للطلبة (المحسوب على الإسلاميين)، راشد الكحلاني، لوكالة الأناضول، إن "أربعة طلبة بكلية الآداب بمنوبة أصيبوا بجروح متفاوتة إثر تعرضهم للعنف من قبل طلبة لآخرين يتبعون جهات سياسية".
وأوضح "الكحلاني"، أنه "أثناء تنظيم الاتحاد التونسي للطلبة تظاهرة بكلية الآداب بمناسبة ذكرى اغتيال النقابي فرحات حشاد، (مؤسس الاتحاد العام التونسي للشغل)، تفاجأنا بطلبة يتبعون جهات سياسية في الجامعة (يقصد الاتحاد العام لطلبة تونس المحسوب على حزب "الجبهة الشعبية اليسارية") يقومون بالاعتداء على الطلبة بكل أشكال العنف مما أدى لجرح 4 طلبة تم نقلهم للمستشفى".
وأشار الكحلاني إلى أن "أعمال العنف" وقعت أمام أنظار المسؤولين الإداريين، الذين لم يحركوا ساكنا لوقف نزيف العنف بالجامعة التونسية، وفق قوله.
وفي المقابل، قالت خديجة السويسي، عضو "الاتحاد العام لطلبة تونس"، في جامعة منوبة في تصريحات إعلامية عقب الأحداث، إن "مجموعة من طلبة حركة "النهضة" (في إشارة إلى طلبة الاتحاد العام التونسي للطلبة)، أتت بتعزيزات للقيام بتظاهرة دون ترخيص، وعقدوا اجتماعا شتموا فيه الاتحاد العام لطلبة تونس، فصار عنف متبادل بين الطرفين وضُر مجموعة من رفاقنا".
وطالبت "الكحلاني" بتعقب المعتدين على طلبة "الاتحاد العام التونسي للطلبة"، وتعزيز إجراءات حفظ المؤسسات الجامعية.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري بشأن الواقعة من عميد كلية الآداب في جامعة منوبة، أو السلطات التونسية.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بعد ثورة عام 2011، تشهد الجامعة التونسية تجاذبات سياسية حادة بين طلبة إسلاميين، ويساريين وصلت إلى استعمال العنف في مرات عديدة.
وتأسس "الاتحاد العام لطلبة تونس" عام 1952 على يد طلبة الحزب "الحر الدستوري التونسي"، ويسيطر عليه اليساريون منذ السبعينيات حتى اليوم.
وفي عام 1985، أنشأ "الاتحاد العام التونسي للطلبة" كمنظمة نقابية جديدة في الجامعة التونسية علي يد طلبة إسلاميين، ومستقلين وتم حلّه عام 1991 في إطار حملة لاجتثاث الإسلاميين، ثم عاد بعد الثورة في 2011 إلى النشاط، وعقد مؤتمره الخامس منتصف أبريل الماضي، تحت عنوان "الثورة والعودة"، وهو الأوّل له منذ التسعينيات.
وفرحات حشاد زعيم سياسي، ونقابي تونسي، لمع نجمه بعد تأسيسه الاتحاد العام التونسي للشغل عام 1946، واكتسب شعبية عارمة بين الطبقة العاملة وكل مكونات المجتمع، كمناضل من أجل استقلال بلاده عن الاستعمار الفرنسي، وكان أول سكرتير عام للاتحاد العام للعمال التونسي منذ إنشائه عام 1949، وحتي اغتياله في 5 ديسمبرعام 1952.