كارول جياكومو- نيويورك تايمز
تحت عنوان (حكم إعدام جماعي آخر في مصر "الجديدة") نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتبة كارول جياكومو، استهلته بعقد مقارنة بين مصر في عهدَي السيسي ومبارك، قائلة: "ربما تشهد مصر الجديدة قدرًا من احترام العدالة، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، أدنى مما شهدته مصر القديمة".
وتعليقًا على الحكم القضائي بإعدام 188 شخصا من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، أشارت " كارول" إلى أن الحكم افتقر إلى أدنى درجات النزاهة، "ولم تبذل المحكمة جهدا لإثبات أن أي فردٍ من المتهمين قتل أيًا من ضباط الشرطة. بل لم يُسمَح لأكثر من مائة متهم بتوكيل محامين، ومُنِع عشرات شهود الدفاع من دخول قاعة المحكمة"، حسبما قال أحد محامي الدفاع لـمراسل التايمز، ديفيد كيبكباتريك.
وأضافت: "كان الحكم مستهجنًا في كل الأحوال. لكن ما جعله صادمًا أكثر، هو صدوره بعد يوم واحد فقط من تذرُّع محكمة مصرية أخرى بالإجراءات الفنية لإسقاط تهم القتل عن حسني مبارك". مشيرة إلى أن "محاباة هيكل السلطة في عهد مبارك (بما في ذلك المقربين منه، وقوات الأمن) والتحامل ضد الإخوان (الذين كان حليفهم محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر)، يتجاوز هذين المثالين".
وأشارت الكاتبة إلى أن "نفس القاضي الذي أصدر الحكم الأخير، هو الذي حكم مؤخرا بحبس صحفيي الجزيرة الثلاثة لسبع سنوات على الأقل رغد عدم وجود أدلة على أنهم تآمروا- كما اتهموا- مع الإخوان المسلمين. كما كان هناك حكمان جماعيان آخران بالإعدام هذا العام- أحدهما يضم 529، والآخر 683 متهمًا- متعلقان بأعمال شغب حدثت 2013 وقتل فيها ضابط شرطة واحد فقط".
وأردفت: "لا تزال هناك طعون على أحكام الإعدام، لكن هذا لا يبعث على الاطمئنان، وليس كافيًا لأن النظام فاسد حتى النخاع. ولطالما كان واضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بالسيد مرسي، يستخدم كافة الأذرع، بما في ذلك المحاكم، لسحق الإخوان المسلمين (التي يقبع معظم قادتها وآلاف غيرهم في السجون) ونقاده الآخرين".
وختمت بالقول: أما بقية العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، فلم يدين هذه الحوادث؛ وبالتالي يمكن اعتباره متواطئًا".
