في ظل الأزمات الاقتصادية التي تمر بها الدول الخليجية وباقي الدول النفطية بعد تراجع أسعار النفط لمستويات قياسة ،تأتي تحليلات الخبراء وطرح الرؤي الاقتصادية الجديدة لتدارك تلك الأزمة الحادة وحتي لا يتوسع ضرها علي موازنات هذه الدول.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني قال أن التحدي الرئيسي الذي يجب على دول مجلس التعاون التعامل معه هو الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط والغاز.
وأشار الزياني في تصريحات للبيان أن ذلك يتطلب تغييراً كلياً في نمط التفكير لدى الجميع في دول مجلس التعاون، وأن عليها أن نتحول بعقليتها من الاعتماد السلبي إلى التجديد الفعال، وأنه ينبغي أن تشجيع الشباب وغرس روح الريادة لديهم حتى يتمكنوا من المنافسة عالميا.
وأكد أن دول مجلس التعاون تتمتع بالعوامل الأساسية للثبات والتعافي السريع من الأزمات، وأن الاستثمار في منطقة مجلس التعاون هو استثمار آمن تماماً، بل هو الأكثر أمانا من الاستثمار في معظم المناطق الأخرى في العالم، مشيرا الى أن ثروة دول مجلس التعاون مستمدة من وفرة مواردها الطبيعية.
وفي هذا الصدد أظهر مسح شهري لرويترز أمس الخميس أن توقعات أسعار النفط انهارت في أعقاب قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» عدم خفض الإنتاج رغم وفرة المعروض العالمي من الخام.
وتوقع المسح الذي شمل 31 خبيراً اقتصادياً ومحللاً وأجري بعد اجتماع «أوبك» في فيينا الشهر الماضي، أن يصل سعر خام القياس العالمي مزيج برنت المستخرج من بحر الشمال إلى 82.50 دولاراً في المتوسط للبرميل في عام 2015 بانخفاض قدره 11.20 دولاراً للبرميل عن مسح الشهر السابق.
من جانبه قال مصدر حكومي كويتي الأسبوع الماضي ان انخفاض أسعار النفط لن يؤثر في المشاريع الاستراتيجية، التي يستمر تنفيذها حتى لو اضطرت الحكومة إلى الاقتراض من الاحتياطي العام الذي فيه فائض 43 مليار دينار حالياً.
وأضاف المصدر أن تراجع النفط لأدني مستوياته منذ 5 سنواتكبد الموازنة الكويتية 11 مليون دينار عجزاً يومياً.
وكانت أوبك أقرت مواصلة انتاجها اليومي عد 30مليون برميل يوميا وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي أنه لابد من الانتباه لمنافسة النفط الصخري الأمريكي والانتباه لها.
وأضاف النعيمي أن رفض أوبك خفض الإنتاج لتبقى الأسعار منخفضة في مسعى لتقويض ربحية منتجي أميركا الشمالية.
ولم تكن الكويت هي المتضرر الوحيد فقد أبلغ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعضاء البرلمان بأن تراجع أسعار النفط أرغم العراق على إلغاء مسودة ميزانية 2015 التي كان ينوي تقديمها إلى البرلمان.
وكانت الموازنة العراقية تستند إلى توقعات بأن سعر النفط 70 دولارا للبرميل لكن الأسعار تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ أربعة أعوام يوم الجمعة بعد قرار الدول الاعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عدم خفض الانتاج.
كما تراجعت الأصول الاحتياطية لمؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي)، بنسبة 0.3% خلال أكتوبر الماضي إلى 2.784 مليار ريال (742.5 مليار دولار)، مقابل 2.793 مليار ريال نحو (745 مليار دولار) في الشهر السابق عليه.
وكشفت بيانات صادرة عن مؤسسة النقد السعودي، مؤخرًا أن المملكة قامت بسحب 50 مليار ريال من احتياطاتها لدى مؤسسة النقد العربي السعودي خلال سبتمبر الماضي، وذلك للمرة الأولى من 5 سنوات وتحديد منذ سبتمبر 2009.
