تجاوز الفنان الشاب حمزة نمرة، قرار الحظر لأغانيه الذي فرضه عليه عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة المصرية والذي تضمن منع بث أغنياته على محطات الإذاعة المصرية، بتحقيق أكثر من " 2 مليون" مشاهدة لألبومه الغنائي الجديد "اسمعني".
كما تجاوز حمزة حالة الحظر الإذاعي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بتغريدة احتفل فيها بكون هاشتاج "اسمعني" هو الأكثر تداولا على الموقع الشهير.
وعلى مدار 48 ساعة من طرح الألبوم، نجحت الفيديوهات الإثنى عشر التي نشرها نمرة عبر موقع "يوتيوب" في حصد أكثر من مليون وربع المليون مشاهدة، ؛ بينما كانت أغنية " اسمعني " من أبرز الفيديوهات المتصدرة على يوتيوب مصر اليوم بأكثر من نصف المليون مشاهدة.
ومن خلال الهاشتاج تداول جمهور الفنان الشاب ثلاثة انتقادات لأغنياته "اليائسة"، فضلا عن آلاف التدوينات التي اكتفت بإعادة نشر مقاطع من أغنيات يقولون إنها تعكس حالهم في وطنهم.
الانتقاد الأول كان من نصيب أغنية "ضلمت (حل بها الظلام) كده (هكذا) ليه (لماذا)؟" وجاء في تغريدة أطلقها الناشط السياسي وائل عباس أبدى فيها استياءه الشديد من سخرية حمزة نمرة من النشطاء السياسيين في مصر حينما غنّى عنهم قائلا: "لمحت كده (هكذا) واد (ولد صغير السن) مش (ليس) معدول (مستقيم) عامل (يدعي كونه) ناشط".
ولكن نمرة سرعان ما تدارك الأمر وسارع في إطلاق تغريدة توضيحية جاء فيها أنه يسخر من "الدخلاء" على المجال السياسي تحت وصف النشطاء وليس من النشطاء أنفسهم.
الانتقاد الثاني كان عن حالة الانكسار والتشاؤم التي سيطرت على بعض الأغنيات بعيدا عن الأغنيات الحماسية المتفائلة التي اشتهر بها نمرة، ورأى البعض أنها لا تليق بفنان يلقب بمطرب الثورة في مصر.
أبرز هذه الأغنيات "تسمحي"، ويقول نمرة في أحد مقاطعها: "كل يوم بقى (أصبح) يشبه اليوم اللي (الذي) عدّى (مر).. خوفي تطوّل علينا الشِّدة ديّه (هذه)".
أما الانتقاد الثالث فتركز على أسلوب "المواربة" الذي رأى البعض أن الفنان الشاب قدم به أغنياته الجديدة.
فالأغنيات لم تحمل تعبيرا مباشرا عن معتقدات نمرة السياسية التي يعرفها الجميع، والتي تسببت في منع أغنياته من البث عبر الإذاعة المصرية في نوفمبر الماضي، وجاءت بشكل قابل للإسقاط السياسي أو الاجتماعي.
واختلف جمهور النجم الشاب على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يرى في الأغنية إسقاطا مباشرا على الأوضاع السياسية التي تتوارث في مصر من جيل إلى جيل ولا تتغير، وبين من يراها أغنية اجتماعية تتحدث عن صراع الأجيال بين الأبناء والآباء الذين يرغبون في السيطرة على مصائر أبنائهم.
أسلوب المواربة الذي عابه البعض على نمرة ثمنه البعض الآخر ممن يرى أن الفن كي يحقق رسالته لا يصلح معه استخدام الرسائل المباشرة.
ودلّل هؤلاء على صحة وجهة نظرهم بأغنيتي "يا مظلوم" و"تسمحي"؛ فالأولى تحمل رسالة لكل مظلوم "يا مظلوم ارتاح (استرح) عمر الحق ما راح"، كما تحمل رسالة أخرى للظالم "يا ظالم على فين (إلى أين) لو عشت لك عُمرين.. بكرة (غدا) أمام الله ترد الدين" دون أن تحدد الأغنية من هو الظالم ومن المظلوم، ما أكسبها بعدا إنسانيا أعمق، وفقا لتدوينات محبي نمرة.
أما الأغنية الثانية فخاطب فيها الفنان الشاب وطنه دون أن يسميه متسائلا: "قبل ما أمشي بأسألِك.. مش عايزة حاجة (أتريدين شيئا)؟ لسه برضه (ما زلت) ساكتة مش (لن) هتقولي (تقولي) حاجة (شيئا)؟ بُكرة (غد) هتقومي (ستتعافين) بالسلامة".
كما ركزت التدوينات عبر هاشتاج "اسمعني" على أربع مميزات لفتت نظر الجمهور في أغنيات نمرة الجديدة، بحسب التدوينات.
أولها كان من نصيب أغنية "ضلمت كده ليه؟" والتي أتت في قالب ساخر لتعكس معاناة المواطن المصري يوميا مع الزحام في الشوارع ومخالفات السائقين بروح تناسب خفة ظل المصريين.
أما ثاني المميزات فهي تقديم أغنية "يا سيدي" لمدح الرسول الكريم باللهجة المغربية ما أكسب الألبوم تنوعا مطلوبا.
ثالثا إحياء نمرة للفلكلور الموسيقي المصري؛ تارة من خلال أغنية "صباح الخير" التي اعتمد فيها على الموسيقى النوبية، وتارة أخرى عبر أغنية "يا لا لا" والتي ركنت كثيرا إلى الموسيقى البدوية.
وأخيرا احتفى عشاق المطرب الشاب بأغنية "لا تبكِ" والتي قدمها نمرة باللغة العربية الفصحى بعدما هجرها غالبية الفنانين العرب.
ورأى المستمعون فيها شجنا إنسانيا يعكس حالة الكثير من الشعوب العربية، إذ تقول كلماتها: "لا تبكِ .. فأحزانُ الصِغَرِ تمضي كالحُلمِ مع الفجرِ.. وقريباً تكبُرُ يا ولدي وتريدُ الدمْع فلا يجري.. قد أُرمى خلف الجُدرانِ وتحِنُّ لحُبي وحناني.. فانظر في قلبِك ستراني.. لن يقوى القيْدُ على الفِكرِ وإذا ما الدهرُ بنا دارَ.. ومضيْتُ إلى حيثُ أُوارى.. أكمِلْ من بعدي المشوارَ.. لا تُخلِف ميعاد الفجرِ".
ويعد ألبوم "اسمعنى" هو الثالث للفنان حمزة نمرة بعد ألبوم "احلم معايا" عام 2009، وألبوم "إنسان" عام 2011، الذى تواكب مع قيام ثورة يناير، ليذيع صيته بعد ذلك كأحد أيقونات ثورة يناير.
و كان عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة المصرية اتخذ قرارا في الثاني عشر من نوفمبر الماضي بمنع بث أغنيات نمرة على كل محطات الإذاعة المصرية لموقفه السياسي المعارض لنظام السيسي.
وقال في تصريحات سابقة للأناضول: "من يعارض النظام الحاكم يعارض بالتبعية إعلام الدولة الرسمي بل وجموع الشعب المصري؛ لأن هذا النظام هو الذي يحارب الإرهاب حاليا نيابة عن كل المصريين"، على حد قوله.
شاهد الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=38gWv8vozt4