قدم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، مساعدة لنحو 160 ألف أردني تأثروا بالأزمة السورية، بعد تجاوز عدد السوريين في البلاد مليونا و390 ألف، أكثر من نصفهم مسجلون كلاجئين لدى الأمم المتحدة.
وصرحت فاتن الهندي مسؤولة العلاقات مع الدول المانحة وملف الإعلام لدى البرنامج العالمي في الأردن، أن البرنامج يسعى لمساعدة الحكومة الأردنية عبر دعم 160 ألف متضرر من الأزمة السورية بمختلف الطرق.
وأضافت في تصريح للأناضول أن طرق الدعم تنوعت بين تقديم الدعم المالي والطرود الغذائية للفقراء المتضررين، وتدريب شبان وشابات بمختلف المهن ومساعدتهم على الدخول في سوق العمل.
ولفتت الهندي إلى أن البرنامج وبالتعاون مع شركاء له، درب في المرحلة الأولى 500 شاب وشابة عاطلين عن العمل في محافظتي المفرق وإربد، شمال شرق، وشمال البلاد، على 18 مهنة منها صناعة الطعام والحلويات والتجميل، وميكانيكا السيارات وكهرباء المنازل (..)، مشيرة إلى أن المتدرب كان يتقاضى 8 دنانير (11.5 دولار أمريكي) مقابل كل يوم تدريب عملي ومهني.
وأوضحت أن 80% من المتدربين استطاعوا الحصول على فرص عمل وتأمين دخل مقبول يضمن لهم مستقبل جيد ويطرد شبح الفقر والبطالة عنهم.
واستطلعت الأناضول خلال زيارة لمحافظة المفرق، عددا من المشاريع التي افتتحها المتدربون بعد انتهاء الدورة التي تلقوها لدى البرنامج.
سكينة شديفات وهي سيدة في الثلاثينيات من العمر من محافظة المفرق، ها هي تفتح مطبخا انتاجيا بالشراكة مع 4 سيدات، لإعداد الطعام والحلويات لتسويقها أملا بتحقيق الربح وإدرار الدخل على أسرهن.
وتقول شديفات إن فكرة المطبخ وإعداد الطعام وبيعها لم تكن في حساباتها حيث إنها لم تعتقد أنها ستطبخ خارج منزلها من قبل وليس لديها أي خلفية عن التسويق وطباعته، مشيرة إلى أنها اتفقت مع زميلاتها بعد التعرف اليهن في التدريب على فتح المشروع.
وبينت سكينة أنها تأمل من خلال هذا المشروع بمساعدة زوجها في مصروف المنزل وتأمين الحياة الكريمة لطفليها.
وفيما تقول تغريد الحاج (أربعينية متزوجة ولها 4 أطفال) أن المشروع لم يؤت أكله حتى اللحظة. وأوضحت الثلاثينية، عالية جرايدة أن الزبائن بدأوا بالتعرف إلى مطبخهن وشراء الأطعمة.
وفي نفس المحافظة، بدأ الشاب إبراهيم الرشيد (18 عاما) بالعمل في كهرباء المنازل تحت إشراف كهربائي ذو خبرة، وسط سعادته الكبيرة بعمله الجديد.
وقال إبراهيم الذي يعاني من تشوه خلقي في يده، إنه هذا العمل سيضمن له مستقبلا جيدا خصوصا أن يده كانت تعيقه كثيرا عن العمل إلا أن الدورة أكدت له أنه بإمكانه العمل كأي شاب.
وبين أنه يطمح لمساعدة ذويه من خلال الدخل الذي سيحصل عليه في إيجار المنزل الذي ارتفع عليه بشكل مضاعف بسبب اللجوء السوري.
وأجمع ابراهيم وسكينة وتغريد وعالية على أن الأزمة السورية شكلت مشاكل كبرى للأردنيين في محافظات الشمال، خصوصا في ما يتعلق بارتفاع ايجار المنازل والعقارات، إضافة إلى منافسة السوريين للأردنيين على فرص العمل.
وأكد هؤلاء أن أصحاب العمل باتوا يفضلون توظيف اللاجئ السوري كونه يقبل بأجر أقل من المواطن، ولا يحتاج لعقود عمل قانونية أو ضمان اجتماعي.
ويعيش أكثر من 80% من اللاجئين السوريين خارج المخيمات المخصصة لهم، ويشكلون ضغطا كبيرا على موارد البلاد المختلفة كالمياه والتعليم والصحة، بحسب تقارير أردنية.