شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رعب بين الأهالي بعد اجتياح الجذام للأقصر

رعب بين الأهالي بعد اجتياح الجذام للأقصر
    "الملاريا، كورنا، الجذام، انفلونزا...
 
 
"الملاريا، كورنا، الجذام، انفلونزا الخنازير"  أمراض ذيع صيتها في مصر، وتصاعد معدل خطورة الإصابة بها، إبان الانقلاب العسكري الذي لم يكتفي بحالة ضيق العيش الذي يعانيه المواطنون بل توسع في الإهمال الصحي، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بين المواطنين.
 
ففي أسوان أصيب اكثر من 20 مواطنا بمرض الملاريا، وفق آخر الاحصاءات في أغسطس من العام الجاري.
 
لم تستطع حكومة الانقلاب التمادي في تعتيمها على انتشار فيروس كرونا فسارعت بالاعلان عن ارتفاع عدد المصابين به إلى 280 حالة .
 
كما عاود  فيروس انفلونزا الخنازير، الظهور مطلع العام الجاري، ولم تجد حكومة الانقلاب بد من الإعلان عن وفاة عشرات المواطنين بالمرض الشتاء الماضي ، وإصابة ما يزيد عن 200 حالة.
 
الأقصر بؤرة الجزام 
 
"بؤرة جذام" هذا هو تصنيف منظمة الصحة العالمية لمركزي اسنا وأرمنت بمحافظة الأقصر .
 
وأشار تقرير للمنظمة أن نسبة الاصابة بتلك المراكز تخطت النسبة العالمية حيث وصلت الى 2.5 % من عدد سكان القرية، بحسب مصدر بوزارة الصحة بحكومة الانقلاب .
 
 محافظ الأقصر  اللواء طارق سعد الدين أكد في تصريحات صحفيه فبراير الماضي أنه سيطالب الحكومة بانشاء مستعمرة لمرضي الجذام لعلاج المصابين بمركزى اسنا وارمنت للحد من انتشار المرض .
 
الجذام هو  مرض مزمن ومعد تسببه جرثومة تعرف باسم المتفـطـرة الجذامية وتصيب، عادة، الجلدو العينين والجهاز العصبي المحيطي.
 
و يعتبر مرض الجذام من الامراض المعدية، اذ تنتقل عدواه من شخص مريض يكون جهازه التنفسي العلوي ملوثا الى شخص اخر، عن طريق النفس، مع الزفير او عند العطس والسعال.
 
وتشير الدراسات إلى أنه ليس هناك لقاح للوقاية من الاصابة بمرض الجذام وهو قد يظهر عند اشخاص من الجنسين ومن جميع الاعمار.  
 
 
يقول الدكتور جمال تهامي استشاري مكافحة مرض الجذام : الجذام مرض ليس شديد العدوى، لكنه ينتقل عبر رذاذ الأنف والفم، مشيرا إلى أنه يمكن أن يسبب تلفًا تدريجيًا ودائمًا لجلد المصاب وأعصابه وأطرافه وعينيه 
 
وأضح "تهامي"، في تصريحات نشرها له مصر العربية،  أن التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالميةت شير  إلى أن ما يقارب 182000 شخصٍ أصيبوا بمرض الجذام في مطلع عام 2012، معظمهم في دول قارتيّ آسيا وأفريقيا، كما أن مجموع المصابين بهذا المرض يتجاوز 10 ملايين شخص حول العالم.
 
 
مريض الجزام يعاني من عدة  آثار مجتمعية يواجهها  حيث يخبئ نفسه من قسوة المجتمع، والذي يدفع البعض لعدم الذهاب لتلقي العلاج خوفًا من الوصمة التي قد تلحق به، بحسب أخصائي اجتماعي بجمعية "كاريتاس الخيرية" بالأقصر
 
الدولة لا تعالج المرضى
 
وحول انتشار وباء الجذام بالأقصي يقول  نادر عبدالملاك ساويرس أخصائي اجتماعي بجمعية "كاريتاس الخيرية"، إحدى الجمعيات المعنية بمرضى الجذام،  عندما كان مركز إسنا تابعا لمحافظة قنا، كانت تسجل أعلى معدلات انتشار المرض، وعندما تم ضم مركزيّ إسنا وأرمنت للأقصر سجلت أعلى معدلات الإصابة"
 
وأشار ساويرس، في تصريحات لمصر العربية إلى انتشار العدوى بهذه القرى، يرجع إلى قلة الوعي لدى المريض.
 
وأكد  خلال دراسة أعدتها جمعيته بأن 90% من مرضى الجذام أُمّيّون وواقعون تحت خط الفقر، وكانت العينة عبارة عن 1000 مريض من المترددين على العيادات، مبديا تعجبه من قلة عدد الدراسات على المرض، بالرغم من أنه في نفس خطورة الإيدز وفيروس سي، حسب قوله
 
وحول إعانة الدولة لمرضى الجزام أكد ساويرس، أن ما تقدمة الدولة للمريض ليس كافيا، حيث  يتقاضى المريض  من الدولة إعانة قدرها 30 جنيهًا شهريًا أثناء العلاج، وبعد إنهاء علاجه يتقاضى مبلغ 500 جنيه لإقامة مشروع يتربّح منه، بينما يقضي فترة علاج تتراوح بين 12 و16 شهرًا، وهذه المنظومة مطبقة من عام 1996،
 
مؤكدا أن جمعيته تساعد المرضى في تكاليف اجراء العمليات الجراحية التي لا تدفعها الدولة 
 
مئات الإصابات 
 
وصلت عدد حالات الإصابة بالمرض لأكثر من 1200 حالة في مركز إسنا، خاصة في "عزبة المسيحيية والعضايمة، والقرايا، والنمسا، والنمساوية، وكومير، والترعة، وجزيرة راجح، كما وصلت معدلات الإصابة في أرمنت لأكثر من 100 حالة، بحسب مصدر داخل وحدة الجلدية في مركز إسنا
 
قرية النمسا  إحدى قرى مركز  إسنا يبلغ إجمالي سكانها تقريبًا 11 ألفًا، يؤكد  "نصر "عمدة القرية النمسا  أن نسبة  المصابين بمرض الجزام  تمثل 32% من أبناء القرية 
 
لا علاج منذ 2010
 
وأكد محمد بايزيد، وعضو مجلس الشورى الأسبق بلجنة الصحة، في تصريحات لمصر العربية، أن مركز إسنا أنشئ به عيادة صحية لمرضى الجذام، وأن عمل هذه العيادة كان مستمرا بدعم من الاتحاد الأوروبي وقل بها الأدوية حتى انقطع الدعم عنها منذ عام 2010.
 
وأكد بازيد ان آخر حصر للمصابين بالجذام في إسنا وارمنت كانت عام 2009 حيث وصل إلى 600 مصاب ، مشيرا إلى أن  عدد المرضى يتزايد بجنوب مركز إسنا بداية من قرية "القرايا" إلى "نجع ترعة ناصر" جنوباً
 
 
وأشار إلى أن  أكثر المناطق التي تعاني من انتشار الجذام في مركز إسنا هي " العضايمة، القرايا، النمسا، النمساوية، الكومير، الترعة، عزبة راجح، وعزبة المسيحيين ".
 
موضحا أن معدل الإصابة في هذه القري مرتفعة ويكاد يصل المتوسط داخل كل قريه إلى 80 مريضا.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023