يستمر مسلسل سرقة الآثار المصرية بحسب الدكتورة دوريس أبو سيف – أستاذ الفن الإسلامي بجامعة لندن – التي أكدت أن عام 2014م شهد بيع الكثير من القطع الأثرية المصرية المختلفة في لندن واستانبول بحسب "كايرو بوست"، وأنها شخصيًا رأت آثارًا مصرية معروضة للبيع في أكثر من دولة.
وبيعت مطلع الشهر الجاري في مزاد علني بمدينة إسطنبول التركية ثلاث مشكاوات زجاجية أثرية مصرية تحمل توقيع "السلطان حسن" والأمير المملوكى "السلحدار" بمبلغ 500 ألف دولار، القطع كانت موجودة ومسجلة برقم 641، وتم نقلها من مخزن تل البندارية بالمنوفية، ثم مخزن رشيد، انتهاء بمخزن متحف الحضارة القومى بالفسطاط فى عام 2006م.
وقالت دوريس تعليقًا على سرقة محتويات قبري السلطان حسن والسلحدار: "لقد اختفى النسيج الصوفي بكامله، هذه كارثة بعد 700 سنة، لقد تمت تحت عين الجميع"، مُضيفة أنه في حالة عدم الرقابة والإشراف الجيّد تكون تلك هي النتيجة؛ بحسب صحيفة "ذا أرت نيوز".
وتعزو الصحيفة استمرار سرقة الآثار إلى الفوضى التي تشهدها مصر منذ ثورة 25 يناير والتي تركت الكثير من الآثار عُرضة للنهب والتهريب إلى خارج البلاد، مشيرة أنه رغم الجهود الحكومية المبذولة إلا أن هناك الكثير الذي لم يحصَ ولا يُعرف إلا بعد أن يتم عرضه في مزادات خارجية.
وتكرر حركة "سرقة بلا انقطاع" على صفحتها الرسمية على "فيس بوك" دعواتها للحكومة المصرية بالقيام بدورها في استعادة الآثار المسروقة التي تُعرض خارج البلاد مُشيرة إن الأمر لن يتكلف مجهودًا ضخمًا.
وانتقدت الحركة "عدم اللامبالاة"من الحكومة المصرية تجاه اختفاء الآثار مرارًا؛ وكان آخرها اختفاء أكثر من ثلاثمائة قطعة أثرية من قصر البرنس يوسف كمال بنجع حمادى.
وذكر أمير جمال – أحد أعضاء الحركة – أن مخازن الآثار في مصر تعد كنزًا حقيقيًا لتاريخ مصر؛ نظرًا لاحتوائها على مجهود العلماء عبر عشرات السنين، إلا أن تراكم آلاف القطع الأثرية بلا جرد حقيقى كما هي العادة في جميع مخازن الحكومة يظل علامة استفهام تثير فضول من يسمع ويرى كم السرقات التى تُكتشف بالصدفة في الداخل والخارج.
ونشرت صحيفة "المونيتور" الأمريكية تقريرًا في إبريل من العام الجاري تحدثت فيه عن مسار الآثار المُهربة من مصر، موضحةً أنها تُنقل لسيناء ثم منها إلى إسرائيل حيث يتولى المهربون مهمة نقلها إلى سويسرا. وتنقل الصحيفة عن ديبورا لير – رئيسة معهد كابيتول هيل الأثرى فى جامعة جورج واشنطن الأمريكية- أن قيمة الآثار المصرية القديمة التي خرجت من مصر منذ اضطرابات عام 2011م تصل تتراوح بين ثلاثة وستة مليارات دولار أمريكي.
وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا أعادت لمصر 250 قطعة أثرية مطلع ديسمبر الجاري كانت الجمارك الفرنسية أحبطت محاولة تهريبها عبر مطار شارل ديجول الفرنسي خلال عام 2010؛ بحسب ما ذكرته صحيفة "أرت ديلي".
أكذوبة المليون مومياء
كما نفى مسئولون بهيئة الآثار المصري ادعاءات مجموعة علماء آثار تابعة لبعثة جامعة "بريجام يونج" الأمريكية بشأن العثور على مقبرة تضم مليون مومياء جنوبي القاهرة حيث وصفوا الأمر بالشائعة، وفي الوقت ذاته أوقفت وزارة الآثار المصرية التعامل مع الجامعة؛ بحسب صحيفة "نيتشر وورلد نيوز".
ونشرت وسائل إعلام غربية الأربعاء أن البعثة العاملة منذ 28 عامًا في قرية "فج الجاموس" الأثرية بمحافظة الفيوم الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي القاهرة، عثرت على مقبرة أثرية تضم مليون مومياء، لكن التأكيد المصري الرسمي خرج اليوم مؤكدًا أن هذا "محض خطأ".
وكان كيري موهليستاين – مدير المشروع قد صرح إلى موقع "لايف ساينس" قائلا: "نحن واثقون إلى حد ما من وجود أكثر من مليون مومياء مدفونة في هذه المقبرة الكبيرة". وأضاف أنه من الصعوبة بمكان معرفة من أين جاء كل هؤلاء الناس، فيما كانت بعض الجثث تُدفن بحسب لون الشعر، حيث يوجد قسم لذوي الشعر الأشقر، وآخر لذوي الشعر الأحمر. ونقلت صحيفة "ديلي نيوز إيجيبت" عن يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية تأكيداته "إن الكلام عن مليون مومياء في تلك المقبرة عار عن الصحة. وأنهم بالكاد يبلغون بضعة آلاف".