أعلنت قناة "الجزيرة مباشر مصر"، مساء اليوم الاثنين، وقف البث "مؤقتا" من الدوحة لحين توافر الظروف المناسبة، لعودة البث من القاهرة خلال الفترة المقبلة.
وتعد هذه الخطوة الأولى للمصالحة التي جرت أمس الأول بين مصر وقطر، برعاية سعودية. وقالت شبكة الجزيرة، في بيان مفاجئ لها قرأته مذيعة بالقناة في تمام الساعة الخامسة بتوقيت القاهرة، إنها "قدمت آخر مواجزيها، اليوم، وستغلق مكتب القناة بالدوحة، لحين توافر الظروف المناسبة" لعودة البث من القاهرة، ولم تحدد القناة موعد عودة البث مرة أخرى من القاهرة.
وقال بيان نشرته القناة اليوم، إنه "انطلاقاً من نجاح التجربتين الرائدتين, الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر, ارتأت شبكة الجزيرة الإعلامية إطلاق تجربة تليفزيونية جديدة مستمدة من روحي المشروعين السابقين، ومستفيدة من طاقاتهما، في مشروع واحد هو الجزيرة مباشر العامة". وأضاف البيان: "سوف تحل الجزيرة مباشر العامة في بثها على ترددي الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر التي ستتوقف عن البث مؤقتاً لحين تهيئة الظروف المناسبة للبث مجدداً من القاهرة، وذلك بعد استكمال التصاريح اللازمة لعودتها إلى مصر، بالتنسيق مع السلطات المصرية".
وأشار البيان إلى أن "الجزيرة مباشر العامة ستقدم تجربة جديدة تنقل الحدث المباشر من مختلف أنحاء العالم في ذات الوقت الذي تتبعه بالتحليل على مدار الساعة، في صيغة تغطية خبرية متواصلة تتفق وسرعة إيقاع الأخبار في المنطقة والعالم بأسره".
وتابع البيان: "ستركز القناة الجديدة على التفاعل بين المشاهدين والحدث الذي يتم نقله بما يجعلها فضاء مفتوحا للمشاهد ليعبر وليس فقط ليتلقى، وستعتمد خريطة البث على مقترحات المشاهدين أكثر من اعتمادها على نمط تقليدي من خرائط البث الثابتة".
وكانت سلطات الانقلاب أغلقت مكتب (الجزيرة مباشر مصر)، عقب الانقلاب علي الرئيس مرسي بساعات، قبل أن تستأنف عملها من مكتب جديد في الدوحة.
مصدر داخل القناة، قالت للأناضول، إن "تذمرا وقع بين العاملين في القناة، في ظل السياسة الجديدة التي انتهجتها القناة في التعاطي مع الأحداث في مصر، وتخفيف حدة انتقاداتها لمصر".
وشهدت لهجة قناة "الجزيرة مباشر مصر"، منذ يوم أمس، تغييرا تجاه النظام المصري.
وبحسب المصدر، فإنه على الرغم من أن إعداد نشرة الأخبار الصباحية، تضمنت اسم "الرئيس السيسي" في متن أخبارها، إلا أن المذيع محمد ماهر عقل، رفض ذكر لفظ "الرئيس"، وذكره باسمه دون توصيف.
ورفض بعض العاملين، بحسب المصدر "التعاطي مع السياسة التحريرية الجديدة، في ظل عدم ذكر ألفاظ "انقلاب" و"قائد الانقلاب" على السيسي، واستبدال وصف مرسي بـ"المعزول" بدلا من "الرئيس الشرعي".
وشهدت الفترة الماضية، اتهامات لقناة "الجزيرة"، بأنها تهاجم السلطات المصرية وتدخل في شئون الداخلية للبلاد، بينما وهو ما تنفيه القناة القطرية التي تؤكد على أن تغطياتها مهنية وتعرض وجهتي النظر، في الوقت الذي قال المذيع عبد العزيز مجاهد، اليوم، ردا على مداخلة لأحد المتصلين في الفقرة المفتوحة، طالبه فيها بأن تلتزم الجزيرة الحياد، قال مجاهد: "وإذا الجزيرة مباشر مصر، فهل هي من تصنع الواقع في مصر؟، وهل إغلاق القناة سيغير الواقع؟، سيظل القاتل قاتلا، وستظل الدماء علي يده، وسيقف أمام قصاص عادل في هذه الدنيا أو في الآخرة".
وكان مصدر في جماعة الإخوان المسلمين، متواجد في قطر رفض الكشف عن اسمه، رجح في وقت سابق اليوم، للأناضول، أن "يكون تأثير المصالحة في التعاطي الإعلامي لقناة الجزيرة القطرية، مع الأوضاع في مصر، دون غيرها".
كما قال مصدر بالجزيرة أمس، أنه لم يستبعد إعادة فتح مكتب القناة بالقاهرة مرة أخرى "مقابل خفض سقف الهجوم على السلطات".
يذكر أن العلاقات بين مصر وقطر تدهورت بعد الانقلاب علي الرئيس محمد مرسي في يوليو من العام الماضي، حيث استقبلت الدوحة عددا من قيادات جماعة الإخوان، وشخصيات سياسية داعمة لهم.
وظهرت بوادر إزالة التوتر بين الجانبين عندما أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا في 19 نوفمبر الماضي، قال فيه إن قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي، وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء، والتي وصفت حينها بمبادرة العاهل السعودي. فيما شهدت العلاقات المصرية القطرية، مساء أمس الأول، التطور الأبرز منذ توترها، باستقبال السيسي، بالقاهرة، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المبعوث الخاص لأمير قطر، ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد بن عبد العزيز التويجري، المبعوث الخاص للعاهل السعودي.
وهذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها قائد الانقلاب مبعوثا لأمير قطر، منذ توليه الحكم في يونيو الماضي. واعتبرت السعودية أن مصر وقطر استجابتا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لـ"الإصلاح" بينهما، بحسب بيان للديوان الملكي. وفيما قالت القاهرة إنها تتطلع لحقبة جديدة وطي خلافات الماضي، رحبت الدوحة بما أعلنته السعودية، مؤكدة وقوفها التام إلى جانب مصر.