أكد خبراء وسياسيون أن إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر فرصة قوية لإنشاء مؤسسة إعلامية ثورية مستقلة بعيدًا عن تحكمات الدول والضغوط الدولية، مؤكدين أن الثورة خلال الفترة الماضية أستطاعت أن تكون كوادر إعلامية قوية قادرة علي قيادة تجربة إعلامية حقيقية تستطيع المنافسة في ظل تحكمات رأس المال علي الإعلام.
ودعا المهندس حاتم عزام -نائب رئيس حزب الوسط- المصريين بالخارج والداخل، إلى تدشين مشروع إعلامي مصري مستقل، وذلك على خلفية غلق قناة الجزيرة مباشر مصر.
وقال عزام -في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"-: "دعوة جادة للمصريين بالخارج والداخل، للتفكير الجدي والتداعي للاكتتاب بمشروع إعلامي مصري مستقل يعبر عن آمالهم وآلامهم وثورتهم، ومستقبلهم دون تحكم رأس مال رجال أعمال يحمون فسادهم أو سلطة مستبدة تبدد أموال الشعب لتغييب وعيه وتزييف الحقائق".
واختتم القيادى بحزب الوسط: "الإعلام سلاح هام في معركة الوعي، ورغم أهمية وكفاءة وحسن انتشار الإعلام البديل في وسائل التواصل الاجتماعي، يظل للإعلام المرئي كلمته".
قال مصدر مسؤول بجماعة الإخوان المسلمين، إن دولة قطر أبلغتهم منذ أيام بتطورات المصالحة القطرية المصرية، والتي تم تفعيل بعض بنودها خلال الأيام الماضية، وكان آخرها غلق قناة الجزيرة مباشر مصر، مشيرًا إلي ضرورة دعم الإعلام الثوري وإنشاء كيان إعلامي مستقل قادر علي منافسة وسائل الإعلام التي تتحكم فيها رأس المال.
وأوضح المصدر في تصريح نقله موقع "مصر العربية"، أن الإخوان تدرك طبيعة وأبعاد الضغوط التي تمت ممارستها ضد قطر، وأن الجماعة تتفهم أبعاد هذه المصالحة، وأنهم يشكرونها على الدور الذي لعبته في دعم قضايا الشعوب العادلة وثورات الربيع العربي، بحسب قوله.
واستطرد: "كنا نعلم أن هناك تفاوضًا لتغيير السياسة التحريرية لقناة الجزيرة، وأعتقد أن العاملين بالقناة أصروا على أن يكونوا حياديين ومهنيين، كما تطلب منهم مهنة الإعلام، وأعتقد أنه آن الأوان أن يعتمد الثوار على إعلامهم".
وأضاف المصدر، أنهم سيهتمون بشكل كبير بملف الإعلام خلال الفترة المقبلة سواء من خلال دعم القنوات الفضائية المناهضة للنظام الموجودة حاليًا، أو بحث دمج أو تأسيس نوافذ إعلامية جديدة، وأنهم يدرسون تصورات بعض المتخصصين في الشأن الإعلامي.
وأكد أنهم لن يتأثروا سلبًا بالتطورات الأخيرة، بل على العكس سيكون لها انعكاسات إيجابية عليهم وعلى حراكهم الثوري، على حد قوله.
من جانبه قال الناشط السياسي والمخرج عز الدين دويدار، أن عملية الفطام التي حدثت للإعلام الثوري هي بلا شك فائدة عظيمه، وإن كانت مؤلمة.
وقال دويدار أن ما علاقة هذا المنطق بالتبرير .. ؟ أي فشل هذا الذي تدعون أنه تسبب في غلق الجزيرة ؟ وهل ضمن أحد لكم يوماً قطر أو غيرها ؟.
وأوضح عبر تدوينة له علي صفحته الشخصية علي فيس بوك، أن بعض الناس يمسك بالسكين مستمتعاً ويتجول بها على رقاب العباد ذهاباً وإياباً كلما حل بنا أمر، مشيرًا إلي أن أسهل شئ أن نمسك معك السكين ونتقمص صورة العارفين الحكماء الناصحين..
وقال دويدار أنه ومن اليوم على الإعلام الثوري بقنواته الأربعة أن يتحمل المسئولية كاملة .. بلا رضاعة خارجية .. وبلا دعم صناعي … أخذنا الفرصة كاملة لعام ونصف .. وجاءت اللحظة التي نتحمل فيها أمرنا .. وأظنها لحظة مناسبة جداً.
وأضاف أنه لدينا جيش من الإعلاميين المحترفين لم نكن نملكه يوماً .. سواء من العاملين في قنوات الثورة الأربعة أو من شبابنا الرائع الذي نهل من مدرسة الجزيرة ومارس الإحترام كما لم يتح لجيل مصري من قبل .. لا تنسوا أن إعلاميي الجزيرة الرائعين هم من الربعاوية الصابرين الثائرين .. وليسوا قطريين .. هم ثروة أورثها الله لأمتنا وقضيتنا.
وتابع دويدار "لا تنسوا أن لدينا أربع قنوات فضائية أقلهم مستوى أفضل من أفضل قنواتنا قبل الإنقلاب .. لا تنسوا أن بغلق الجزيرة اليوم لدينا جمهور هو الأكبر في مصر .. يترقب ويدعم إعلامنا الثوري بلا يأس أو كلل .. لا تنسوا أننا نعد اليوم إعلاميين وإعلاماً نخوض بهم عقوداً قادمة من قيادة وعي الأمة .. وعلينا استثمار اللحظة وتحمل مسئوليتها".
وقال دويدار :"ولهؤلاء المجاهدين في ميدان الإعلام الثوري والملتفين حولهم .. مبروووك الفطام، ولإعلاميي الجزيرة مباشر مصر الثوار . شكراً لكم استمروا نعول عليكم.
