كان انتشار التسريبات الجنسية على صفحات عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، والمعارضون للانقلاب العسكري، أمرا غريبا وجديدا، وعلى الرغم من أن البعض عارض نشر تلك الصور الجنسية واعتبرها على الرغم من أنها فضيحة، إلا أن نشرها أمر لا أخلاقي.
وتكمن غرابة نشر تلك الصور من قبل النشطاء والسياسين المعارضين للانقلاب، أنهم من كانوا يعارضون ذلك الأمر بشدة من قبل مع خصومهم السياسين، ويروون أنه أمر شخصي، ولابد من التفرقة بين الاختلاف السياسي والقيم الخلقية، فكانوا يبقون على أخلاقهم ومبادئهم ويرفضون نشر مثل تلك التسريبات.
وقائع مماثلة
ففي واقعة عبد الحليم قنديل، الكاتب الصحفي، مع كريمة الحفناوي، والفيديو الشهير لهما، رفض النشطاء وشباب الثورة تداول الفيديو، والتشهير بقنديل، ووصفوا ما فعلته معه أجهزة الأمن بإنه وسيله لإخضاعه إلى العسكر، منحازين إلى حرية الناس الشخصية وعدم الخلط بينهما.
كذلك صورة نجله الدكتور محمد البرادعي على الشاطئ، وعلى الرغم من أن فيهم من كان يراه خصما سياسيا إلا أنه في نفس الوقت يرى أن نشر صورة مثل ذلك سلوكا منحطا.
كانت أيضا قصة على ونيس، السلفي، الذي قيل أنه تم ضبطه مع فتاة داخل سيارة، إلا أن النشطاء وشباب الصورة رفضوا التشهير به، ورأوا أن هذا الفيديو سلوك فضائحي من الداخلية وأن القضية من الأولى أن تسير في مسارها القانوني، وأنها مسألة تخصه.
كذلك قضية مدرب الكاراتية والذي لقب بعنتيل المحلة، بعد أن كشفت زوجته عن صور جنسية له مع زوجات قضاه ومستشارين، كان الوضع كذلك عند الشباب أن الصور لا يجوز نشرها .
أسباب دفعتهم لذلك
وعن الأسباب التي دفعت كثير من الشباب الثوري، إلى نشر تلك الصور والتشهير بها، بعد أن كانوا ينتهجون الأخلاق مهما فعل من أمامهم أو كان اختلافه السياسي معهم، يرجح أن السبب الرئيسي لذلك هوه ما وعاه أولئك مما تتعرض له الفتيات والشباب في المعتقلات من انتهاكات جنسية، وتهديد لزوجات المعتقلين بالاعتداء الجنسي، وتنفيذ التهديدات في بعض الحالات، غيرها من الانتهاكات، في الوقت الذي رأي أولئك الشباب أنهم لا يملكون شيئا يزودون به عن أولئك سوى التنفيس من خلال نشر تلك الفضائح والتشفي في أصحابها.
قد يكون السبب عند آخرين، لماذا نلتزم معهم الجانب الأخلاقي ونحترم خصوصياتهم، وهم قد فعلوا مع معارضيهم ما يفوق ذلك بمراحل، فقد اختلقوا فضائح لا أصل لها، وشوهوا معتصمات رابعة، وقذوهن في أعراضهن، كذلك افتعلوا الأكاذيب في حق الإخوان المسلمين وشبابهم، وشوهوا صورتهم أمام العالم، واتهمموهم بارتكاب العنف وحمل الأسلحة ولفقوا لهم تهم القتل دون أي جريرة سوى معارضتهم للنظام.
إلا أنه على جانب الآخر، يرى آخرون أنه لا يجب أن يكون نشر تلك التسريبات هو رد الفعل على ما تقوم به سلطات الانقلاب في حق معارضيهم من انتهاكات للأعراض وقتل واعتداء وافتراء، بل لابد من ردود أخرى تتسم مع الأخلاقيات والمبادئ التي ينادي بها المعارضون وشباب الثورة، والتي بسببها وجد التعاطف، وزاد الحراك الشعبي، لتظل المعركة بين الحق والباطل.