استقالات في صفوف الجيش لتمردهم على النظام الحاكم و تتوالى الانشقاقات حتى ينفك الجيش، هكذا كانت الثورة الليبية اليمنية والثورة السورية، وبوادرها ظهرت في مصر بعد استقالة رائد رفضًا للنظام.
وشهدت الثورة السورية أكبر نسبة تمرد بين ضباط الجيش ففي أوائل يونيو 2011 أعلن المقدم حسين هرموش انشقاقه عن الجيش السوري، وأسَّس أوَّل تنظيم عسكري للمنشقين هو ما أسماه "حركة الضباط الأحرار"، وفي 29 يوليو وُلدَ تنظيمٌ ثانٍ هو الجيش السوري الحر بقيادة العقيد المنشق رياض الأسعد،لكن لم يَخص الجيش الحر معركة حقيقيَّة حتى 27 سبتمبر عندما اندلعت معركة الرستن وتلبيسة بينه وبين الجيش النظاميّ، والتي استمرت قرابة أسبوع، وانتهت بانسحابه مؤقتًا من كلا المدينتين.
الاستقالات داخل الجيش المصري
وأمس أعلن المُقدم تامر بدر منذ قليل على حسابه الرسمي تركه لعمله في القوات المسلحة وإحالته للتقاعد بناء على طلبه لأنه حسب قوله :"ما أقدمت عليه أبغي به رضا الله عني وليس إرضائكم وما أقدمت عليه بدون استشارة أحد ".
يذكر أن "المقدم تامر بدر قبض عليه بعد أحداث محمد محمود بسبب مشاركته مع المتظاهرين للتنديد بالسلطة العسكرية الحاكمة آنذاك ثم تم الإفراج عنه في بداية عهد الرئيس محمد مرسي وطاردته اتهامات بالعمل مع المخابرات الحربية ولصالحها ضمن مجموعة ضباط 8 إبريل الشهيرة والتي حاول أن ينفيها أكثر من مرة عن نفسه وكان آخرها استقالته للتأكيد على أنه لا يعمل لصالح أحد".
والمقدم تامر بدر له العديد من المؤلفات في التاريخ الإسلامي منها "أيام لا تنسي" ويتناول المعارك في التاريخ الإسلامي , و"قادة لا تنسي" ويتناول أشهر القادة العسكريين المسلمين منذ العهد النبوي إلى عهد الخلافة العثمانية ,و"دول لا تنسي " ويتناول أشهر الدول في التاريخ الإسلامي والمقدمة في الكتب ال3 التي كتبها الداعية الشيخ راغب السرجانى.
وأصدر تامر بدر بيان على حسابه الرسمي على موقع "فيس بوك" ومرفق معه صورة التقطها صباح اليوم بعد ترقيته لرتبة المقدم قال فيها: " 1 / 1 / 2015 ، كان أمامي خيارين إما الدنيا أو الآخرة فاخترت الآخرة".
إبعاد الجيش عن ثكناته خطر نفسي
من جانبه أكد اللواء محمود عبد العال الخبير العسكري، في تصريحات لشبكة "رصد" أن "المجلس العسكري في مصر يواجه وضعًا أمنيًا مهتزًا، ومنخرط في حالة عداء مع أنظمة وشعوب بخلاف فئة كبيرة من الشعب المصري تتزايد يومًا بعد يوم، الأمر الذي يترك عاملًا نفسيًا مضطرب داخل صفوف الجيش من خلاله ينتشر التفكير حول تقديم الاستقالات ومن ثم التمرد".
وقال عبد العال:" إن النظام الحالي حول مهام الجيش من حماية البلاد من الأخطار الخارجية، إلى تأمين السلطة من الداخل وهذا يتنافى مع تربية وتعليم الجيش ناهيك عن استمرار تلك العملية ل3 سنوات منذ 25 يناير حتى الآن ، وتوقفت لفترة عدة أشهر في عهد الرئيس مرسي الذي كان يعمل على إعادة الجيش إلى ثكناته، حيث انخراطهم في عمل الشرطة يكسر نفسيتهم".
فتيل التمرد يشتعل
وقال العميد مصطفى عبد العزيز الخبير العسكري، إن الاستقالات تشجع العديد من الضباط وقادة الجيش إلى تكرار الموقف خاصةً وأن الرائد المستقيل انخرط مسبقًا في الثورة إبان تظاهرات محمد محمود، و هناك ضباط لهم ولاء للشعب أكثر من قادتهم ويرفضون القمع والقتل ومدركين بما يحدث جيدًا، ومقفه يشعل التمرد في صفوف الجيش
وأضاف عبد العزيز إن حالات القتل التي تعرض لها ضباط الجيش والجنود أثارت غضب عارم في صفوف زملائهم خاصةً أن هناك معلومات تفيد بتصفية الضباط الموالين للشعب، ويتم استهدافهم والصاقها للمعارضة.
قادة العسكر قلقون
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن "الجيش المصري استخدم رجال دين في دعايا إعلانية، لإقناع الجنود ورجال الشركة إن إطاعة أوامر استخدام القوة ضد رافضو "الانقلاب" واجب ديني".
وأضافت الصحيفة في تقرير سابق لها : "ذلك المسعى إشارة إلى أن الجنرالات قلقون من عملية تمرد داخل الصفوف، بعد أن قامت القوات الأمنية بقتل المئات من المصريين الذين كانوا يتظاهرون ضد الإقصاء العسكري للرئيس المنتخب، لا سيما وأن العنف من قبل القوات المسلحة ضد مدنيين، لا توجد له سابقة في التاريخ المصري الحديث".
وتابعت الصحيفة في تقرير كتبه كل من مدير مكتبها في القاهرة "ديفيد كيرك باتريكس" والصحفية مي الشيخ: " الاستعانة بالدين لتبرير القتل هو اتجاه جديدة في أعماق الإصرار العسكري على تدمير إسلاميي الإخوان المسلمين، الركيزة الأساسية لدعم مرسي".