على الرغم من أن قرار لجنة حصر أموال جماعة الإخوان المسلمين – التابعة لوزارة عدل الانقلاب – بالتحفظ على أموال وممتلكات 112 من تحالف دعم الشرعية وقيادات ثورية، جاء تنفيذًا للحكم الصادر من محكمة الأمور المستعجلة بحظر أنشطة التحالف والتحفظ على أموال أعضائه لعام 2013، إلا أن القرار لم يشمل قيادات إخوانية وإسلامية فحسب، بل شمل شخصيات من حركات أخرى منها 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، وكأن سلطات الانقلاب أعلنت الحرب على جميع شركاء ثورة يناير، وجميع المعارضين، ليس فقط جماعة الإخوان المسلمين، أو الإسلاميين.
وأصدرت لجنة حصر أموال الإخوان المسلمين في أوقات سابقة، قرارًا بالتحفظ على 22 جمعية ثبت انتماء أعضاء مجلس إدارتها إلى جماعة الإخوان ، تلاها قرارٌ في 12 مايو 2014، بالتحفظ على أموال 30 من قيادات الإخوان و12 جمعية خاضعة لسيطرة الجماعة و6 شركات مملوكة لقيادات إخوانية تعمل في مجال الإنتاج الإعلامي والمقاولات.
تلاها قرارٌ صدر في 4 ديسمبر بالتحفّظ على أموال 48 قياديًا إخوانيًا، ثم التحفظ على أموال 23 قياديًا وبعدها 28 قياديًا ثم 9 قياداتٍ وأخيرًا 6 قياداتٍ أخرى.
ومن بين المتحفظ على ممتلكاتهم، حسب المنشور، مجدي قرقر أمين عام حزب الاستقلال، وهو الحزب الذي أعلن انسحابه أخيرًا من تحالف دعم الشرعية، ومجدي حسين رئيس الحزب، والداعية السلفي الشيخ فوزي السعيد، وحسام خلف الله عضو المكتب السياسي والهيئة العليا لحزب الوسط، وأشرف بدر الدين النائب بالبرلمان المصري السابق، والدكتور محمد الجوادي، المحلل السياسي، وعاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والقيادي في تحالف دعم الشرعية، وطارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية، وعلي خفاجي وفوزي السعيد من عناصر الإخوان، وحسام خلف الله عضو المكتب السياسي لحزب الوسط، وأشرف بدر الدين البرلماني السابق.
الانتقام من الجميع
وبجانب قيادات إسلامية، تحفظت لجنة حصر أموال الإخوان المسلمين، على أموال اثنين من الاشتراكيين الثوريين، وهم: هيثم محمدين، وهشام عبد الرسول، وعمرو علي من حركة ٦ إبريل، وخالد السيد شباب من أجل العدالة والحريّة.
ويبدو أن الانقلاب بدأ الانتقام من جميع معارضيه، سواء كانوا إخوانًا مسلمين أو إسلاميين أو غيرهم من الثوريين، وإن لم يكونوا معارضين بصورة تستعصي على سلطات الانقلاب أن تتحكم فيها، فالحركات الثورية مثل 6 إبريل والاشتراكيين الثورين، على ما ظهر خلال الفترة التي سبقت الانقلاب، لم يقوموا بحراك قوي ومؤثر في الشارع، فلم تكن لهم فعاليات وإن كانت فهي لم تكن إلا تابعة لحراك إخواني إسلامي.
كانت معاداة سلطات الانقلاب للحركات الثورية في البداية تكمن في اعتقال عدد من قياداتهم، والتي كانت على خلفية رفضهم لقانون التظاهر، وعلى الرغم من أنها معارضة ناعمة، إلا أن الانقلاب بدأ يكشر عن أنيابه ليسوي بين الجميع، بين كل من يعارضه بقوة دون أن يبالي بما يقع له من انتهاكات واعتداءات، وبين من يعارض على استحياء، كل من له علاقة بثورة يناير سيتم الانتقام منه، حتى وإن كان ضد الإخوان، وحتى وإن كان قد شارك في 30 يونيو، وحتى وإن أيد الانقلاب، أو كان مع السيسي.
"محمدين" يتساءل
وعلق هيثم محمدين، القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين، على قرار تحفظ النائب العام قائلا: "أبلغني بعض الأصدقاء منذ قليل بأن النائب العام أصدر قرارًا بالتحفظ على أموالي باعتباري عضو جماعة إرهابية وذلك ضمن قائمة تضم ١٢٠ شخصًا أغلبهم من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، يفترض أن النائب العام ومن خلفه النيابة العامة أمناء على الدعوى العمومية، يجمعون أدلة الاتهام ويحركون الدعوى ضد من يرتكب أي جريمة،، ولكن".
وأضاف– عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- "نائب عام ملفق و مزور وأمين على حماية الفساد والمفسدين والقتله،، لماذا لم تجمع الأدلة عن عمليات الفساد في بيع وتفكيك القطاع العام، و بيع أراضي الدولة للحرامية رجال الأعمال، لماذا لم تتحفظ على أموال مبارك وجمال وأحمد عز وأبو العينين ومحمد فريد خميس الذين استولوا على مليارات من المال العام ".
وتابع: "أنت وكل من جلس في موقعك من قبلك خبراء في طمس الأدلة، مهمتكم الأساسية جعل القانون سيفًا على رقاب الفقراء والمضطهدين، وخيط عنكبوت يعصف به رجال السلطة والثروة العسكر ورجال الأعمال".
ووجه سؤالاً للنائب العام الانقلابي قائلا:"السيد المستشار النائب العام هل طلبت من مباحث أمن الدولة التي قدمت إليك أسماء هذه القائمة، هل طلبت منهم تحريات عن ثروات وأموال الأسماء المذكورة للتأكد والنظر فيما إذا كانوا قد استولوا على أموال بدون وجه حق من عدمه ؟! ، طيب،، هل طلبت من أمن الدولة إخبارك إذا كان لديهم أموال أصلا ؟! ".
واستطرد: "أم أنك كعادتك دائمًا ستنفذ التعليمات القادمة إليك من الأجهزة الأمنية والسلطة العسكرية بانضباط لا يقل عن انضباط العساكر في تنفيذ أوامرهم ومن ثم تقوم بالتحفظ على البنطلونات والكام تيشرت وقميص اللي حيلتي ؟".
"خفاجي" يسخر
وتداول أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مستندات تحمل قرارًا بالتحفظ على أموال وممتلكات "علي خفاجي" أمين شباب حزب الحرية والعدالة، وقد علق خفاجي ساخرًا: "تصدق مخدتش بالي"، ثم تابع قائلا: " وأضاف :"يلا حار ونار فى جتتهم ال 4 جنيه".