شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فرنسا تدفع ثمن تسمينها للإرهاب أم إساءتها للإسلام

فرنسا تدفع ثمن تسمينها للإرهاب أم إساءتها للإسلام
في الوقت الذي عكست فيه كثير من ردود الأفعال حجم الصدمة من الهجوم على صحيفة "شارلي...

في الوقت الذي عكست فيه كثير من ردود الأفعال حجم الصدمة من الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" ، ونددت بوحشية الهجوم، وجدت ردود أفعال أخرى، بعضها اتسم بالشماتة من الحادث ومن فرنسا، وبعضها رأى أن ذلك هو ثمن للإساءة للإسلام، بدعوى حرية الفكر والتعبير.

 

شماتة في فرنسا
 

وسيطرت حالة من الشماتة على الصحف المصرية والإسرائيلية، في فرنسا، معتبرين أن ما وقع بها ثمنا تدفعه لما فعلته جراء مباركتها للإرهاب، حتى جعلته صحيفة "الوطنمانشيتها تحت عنوان: "أوروبا تدفع ثمن تسمين الإرهاب!، ومع صورة رجال الإسعاف، وهم ينقلون إحدى ضحايا الهجوم على المجلة، قالت المصري اليوم: الإرهاب يضرب قلب باريس.. متطرفون يهاجمون مجلة شارلي إبدو ويقتلون 12.

 

في الوقت نفسه، شمتت الصحافة الاسرائيلية، في فرنسا عقب الحادث إلا أن شماتتها جاءت من باب تأنيب فرنسا بسبب دعمها للفلسطينيين فى مجلس الأمن مؤخرا، ووصل الأمر برقص وزير المالية الإسرائيلى المتشدد نفتالى بينيت، على دماء الضحايا، كما وصفته وزير القضاء السابقة تسيبى ليفنى.

 

واعتبرت الصحف الإسرائيلية حادث باريس، بمثابة الـ11 من سبتمبر، الخاص بفرنسا، نسبة إلى تاريخ هجوم تنظيم "القاعدة" على برجى التجارة العالمى فى نيويورك فى 2001.

 

تدفع ثمن اساءتها

 

وشارلي إيبدو هي مجلة أسبوعية ساخرة يسارية التوجه، تشتهر بطابع استفزازي وتتبنى موقفا معاديا للدين، وتحتوي أقسامها على رسوم كارتونية وتقارير ونكات، ومناظرات جدلية عنيفة، وأثير حولها الكثير من الجدل جراء نشرها رسوم كارتونية تسخر من الرسول، وحدث ذلك عدة مرات منذ عام 2002.

 

قال عنها باسكال بونيفاس، مدير المعهد الفرنسي للدراسات الدولية والاستراتيجية "إيريس"، بأنها كلما تدهورت إيراداتها، وانخفضت نسبة مبيعاتها وتعرضت لمشاكل مادية، تلجأ إلى إثارة الضجة وزيادة توزيع أعدادها عن طريق استفزاز المسلمين.

 

وفى الوقت الذي أثيرت فيه ردود أفعال تدين الحادث، تطرق بعض آخر إلى نقطة أخرى، وهي أن "شارلي إيبدو" دفعت ثمن إساءتها للإسلام، حيث رأت السياسية الفرنسية كاترين دي ويندو  المحاضرة بمعهد الدراسات السياسية في باريس، أن "نشر المجلة  لانتقادات ساخرة من الإسلام، تحت مسمى حرية الصحافة، يمثل سبا لجزء من المجتمع الفرنسي المسلم".

 

وانتقدت مطالبات علمانية تدعو إلى حظر كافة الرموز الدينية، ومنعهم من الظهور العلني، بالإضافة إلى الهجوم على الإسلام من الجناح اليميني المتشدد.واستطردت:" يواجه الإسلام انتقادات من جهات متعددة في فرنسا".

 

 

كما وصفت صحيفة نيويورك تايمز، المجلة/ بأنها "منصة للاستفزاز الديني والسياسي"، وقالت في أجواء كسر المحرمات، فقد تعهد رئيس تحريرها تشاربونييه، الذي قتل في الهجوم، أن يستمر رسامو كاريكاتير الصحيفة في السخرية والرسوم المسيئة حتى يصبح الإسلام مبتذلا مثل الكاثوليكية، وأصبحت الصحيفة تناضل في اتجاهين ضد تهديدات بالقتل وقلة مواردها المالية".

 

ورأى السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية المصرى السابق، إن الحادث كان متوقعًا، حيث تأتى إساءات المجلة لمقدسات المسلمين كاستمرار لمسلسل إساءة الغرب للمسلمين، والتى لن تنتهى، على حد قوله، مضيفا لليوم السابع- أن الغرب لديه حرية صحافة كبيرة ولا تمتلك حكومات الغرب حق محاسبة الصحافة على أى خبر أو تقرير تقوم بنشره.

 

فيما طالب القره داغى- في تصريحاته، السلطات الفرنسية، بأن يتحدوا فى وجه التشدد أيًا كانت ديانته أو فكره أو توجهه، وألا يكون ذلك مبررًا لإحداث فتنة أو فرقة بين المواطنين الفرنسيين مسلمين وغير مسلمين.

تفويض الشعب

 

على ما يبدو أن الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، حذا حذو رؤساء العرب، وطلب تفويض من الشعب ضد الإرهاب، عقب حادث مجلة "شارلي إيبدو"، أو أنه استجاب لدعوات عبدالفتاح  السيسي، خلال برقية العزاء التي أرسلها له، والتي أكد خلالها أن الإرهاب ظاهرة عالمية يتعين مواجهتها، والقضاء عليها، من خلال تكاتف الجهود الدولية.

 

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس،أمس الجمعة، أن فرنسا فى حرب "ضد الإرهاب"، معتبراً أن إجراءات جديدة ستكون "لازمة دون شك لمواجهة هذا التهديد"، فيما أكد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أن بلاده تشهد محنة بكل معنى الكلمة، داعياً الجميع للمشاركة فى التجمع الوطنى غداً فى كل أنحاء البلاد.

 

وكان أول من دعا شعبه للنزول والتجمع لتفويضه لمواجهة الإرهاب، هو قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، وذلك في خطاب له أثناء حفل تخرج دفعتي الدفاع الجوي والبحرية بالقاهرة في العام 2013، وتلا ذلك مباشرة مجزرة المنصة.

وسار على نهجه رئيس تونس الجديد الباجي، قايد السبسي، حيث طالب الشعب التونسي بالتفويض من أجل العمل على محاربة "الإرهاب" والقضاء عليه، وفق ما نشر موقع "تونس نيوز" الإخباري، عقب فوزه بمنصب الرئاسة.
وكان ما أسفر عنه تفويض الشعب المصري للسيسي، ما شهدته البلاد يومها من قتل بحق معارضي الانقلاب العسكري، كان أبرزها مذبحة المنصة، التي وقعت بمحيط ميدان رابعة العدوية، فضلا عن مذبحة القائد إبراهيم، التي وقعت بالإسكندرية، وغيرها.

 

أما في تفويض الشعب التونسي للسبسي، فقد وصفه محللون بإنه إقصاء للتيار الإسلامي، وهيمنة على الوضع وكبت للحريات، وعودة إلى ماقبل ثورة الشعب التونسي على بن على.

 

ومع وجود نموذجين مثل مصر، وتوقعات بوصول تونس إلى ما قبل الثورة، فإن طلب بعض الحكام من تفويض الشعب  لمحاربة الإرهاب، لما رأوه أن عدم تمكنهم من السيطرة على الوضع الأمني،  قد لا يؤتي هذا النداء ثماره، وقد يعرض الشعوب للمخاطر ، والاقتتال الطائفي والتعصبي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023