سيطرت حالة من الاستياء والغضب الشديد بين المئات من سكان قرى محافظة الفيوم بسبب النقص الحاد في إسطوانات الغاز، إذ شهدت مستودعات ومنافذ البيع زحاما شديدا منذ ساعات الصباح الأولى، مما نشب عن الإزدحام الشديد العديد من المشاجرات لأسبقية الحصول على الاسطوانة، خشية الاضطرار لشرائها من السوق السوداء، حيث تراوح سعر الأسطوانة الواحدة ما بين 50 و 60 جنيها ً.
بدأت حدة الأزمة تتفاقم في المحافظة، في حين يستعيض بعض سكان المدينة بالغاز الطبيعي، بينما يعاني آخرون لم يصل اليهم الغاز، لاسيما مراكز وقري المحافظة التي شهدت ندرة في الأسطوانات خلال هذة الفترة ولم يجد سكان تلك القري سوي تجار السوق السوداء لسد احتياجاتهم من الغاز.
.
وتساءلت نادية رمضان (إحدى سكان مركز أبشواى التابع لمحافظة الفيوم) والتى فشلت فى الحصول على إسطوانة غاز بسعرها المدعم ، "إلى متى سيبقى المواطن البسيط ضخية لفساد المسئولين و تواطئهم مع تجار السوق السوداء من أجل تحقيق هامش ربح كبير" .
وقالت نسمة محمد (أحد سكان مركز يوسف الصديق التابع لمحافظة الفيوم) والتى تقف وبجوارها إسطوانة الغاز فارغة ، : " هناك فئة ممن سمتهم "البلطجية" وعدماء الرحمة قاموا باستغلال تلك الأزمة و باعوا لنا اسطوانات الغاز معبأة بالمياه ، وتابعت : " حسبنا الله ونعم الوكيل ، إحنا عيشين مأساة ومش عارفين نأكل رغيف الخبر حاف".
ولجأ بعض أهالى مركزى إطسا وطامية إلى استخدام " الكانون البلدى " وهو اختراع قديم استخدمه المصريون في الماضي لطهي الطعام ، و لا يحتاج عند تشغيله سوى أعداد من الطوب المتلاصقة وبعض من أعواد الحطب ، و مع دخول فصل الشتاء وارتفاع سعر أسطوانات الغاز، عاد من جديد "الكانون" في معظم القرى، حيث تستخدمه ربات البيوت في التدفئة وطهي الطعام كحل للأزمة التى فشلت الحكومة فى حلها.
قال مصطفى سيد بسخرية : " الكانون هو الحل .. الله يخربيتك يا سيسى انت وحكومتك رجعتونا مية سنة للوراء .. مش كفاية الميه اللي مقطوعة من 3 أيام" .