حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من "استهداف" المسلمين المقيمين في فرنسا بصفة خاصة وأوروبا بشكل عام، عبر شن أعمال انتقامية ضدهم في أعقاب الأحداث التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي.
وقال بان كي مون، في بيان له، في وقت متأخر مساء الأحد، "في أعقاب أحداث هذا الأسبوع في باريس، فإنني أحذر من استهداف المسلمين بأعمال انتقامية؛ لأن التحيّز غير المبرر من شأنه أن يصب في صالح الإرهابيين والمساهمة في دوامة من العنف".
ودعا بان كي مون إلي "ضرورة حشد الجهود لتعزيز التسامح والتفاهم"، مشيرا إلي أنه "في الأسبوع الماضي وحده، شهد العالم تفجيرات مروعة ووحشية، وذات بعد طائفي في الغالب، ويتعيّن علي المجتمع الدولي أن يعالج هذا العنف والانقسام بشكل لا يؤدي إلى تفاقم المشاكل ويضمن احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون".
ورحّب الأمين العام بالمسيرة التي انطلقت بالعاصمة الفرنسية باريس الأحد، بمشاركة رؤساء دول وحكومات؛ للاحتجاج على الهجمات التي شهدتها باريس قبل أيام وتنديدًا بالإرهاب.
وتابع: "لقد شارك السيد ستيفان دي ميستورا، كمبعوث خاص للأمين العام، في المسيرة وانضم في التعبير عن الاشمئزاز للإرهاب، وإنني أؤكد التزامي القوي بضرورة العمل لمواجهة التطرف ومحاربة معاداة السامية وغيرها من أشكال التمييز، والحفاظ على الحق في حرية الرأي والتعبير".
وكرر الأمين العام إدانته للإرهاب، قائلا إنه "لا يوجد هدف يبرر اللجوء إلي مثل هذه الأعمال".
وكان 12 شخصًا قتلوا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، الأربعاء الماضي في هجوم استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو"، الأسبوعية الساخرة في باريس، أعقبه هجمات أخرى أودت بحياة 5 خلال الأيام الثلاثة الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.
وإثر ذلك، دعا الرئيس الفرنسي، فرانسو أولاند، حكومات ورؤساء دول العالم إلى المشاركة في مسيرة "الجمهورية"، الأحد، رفضًا للأعمال الإرهابية التي طالت بلاده مؤخرًا فضلا عن التأكيد على "الحرية والديمقراطية ضد الإرهاب".
وشارك، الأحد، نحو 50 من زعماء العالم، في مسيرة "الجمهورية" المناهضة للإرهاب في باريس، حيث أعربوا عن تضامنهم مع الشعب الفرنسي، على خلفية العمليات الإرهابية الأخيرة.
من ناحية أخرى، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن غضبهم الشديد إزاء "الهجوم الإرهابي" في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، السبت، الذي راح ضحيته العديد من القتلى والجرحى، والذي أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عنه.
وفي بيان للمجلس، صدر في وقت متأخر مساء الأحد، قال إن "الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدًا من أخطر تهديدات السلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها، أينما ومتى وأيا كان مرتكبوها".
وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيانهم، عن تعازيهم لعائلات الضحايا وعن أمنياتهم بالشفاء العاجل للمصابين، مؤكدين على "تصميم مجلس الأمن الدولي علي مكافحة جميع أشكال الإرهاب"، وفقا لمسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وكان انتحاريان فجرا نفسيهما، السبت، في مقهى بمنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية بمدينة طرابلس اللبنانية ما أدى لمقتل 11 بينهم الانتحاريان، وجرح 50 آخرين.
وأعلن تنظيم جبهة النصرة، على حسابه بموقع "تويتر" للتدوينات القصيرة على شبكة الإنترنت، إن التفجيرين اللذين استهدفا منطقة "جبل محسن" السبت في مدينة طرابلس، جاءا ردًا على "تغاضي الحكومة اللبنانية عن محاسبة منفذي تفجيرين استهدفا مسجدي السلام والتقوى بطرابلس في أغسطس 2013".
وقُتل 42 شخصًا وأصيب حوالي 500 آخرون بجروح في انفجار سيارتين مفخختين استهدفتا مسجدي التقوى والسلام في مدينة طرابلس (شمال)، ذات الغالبية السنية في أغسطس 2013.