تنشر صحيفة "شارلي إيبدو"، غدًا الأربعاء، أول أعدادها بعد الهجوم الدامي الذي أودى بحياة عدد من صحفيها، الأربعاء الماضي، متضمنًا صورًا كاريكاتورية جديدة تسخر من النبي محمد خاتم المرسلين، حسب صحف محلية فرنسية.
ووفق صحيفة ليبراسيون التي تستضيف المقر المؤقت لـ"شارلي إيبدو"، يتكون العدد الذي يحمل الرقم "1178"، من 8 صفحات ويحمل اسم "عدد الأحياء"، ويستهدف القائمون على الصحيفة، توزيع 3 مليون نسخة في 20 بلدًا.
وقال ريتشارد مالكا، محامي الصحيفة الأسبوعية، الساخرة في تصريحات نقلتها صحيفة "لوفيجارو" مؤخرًا، إن العدد الجديد "سيشمل رسومًا للنبي محمد ومواد تسخر من ساسة وأديان أخرى".
ونقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية فإن العدد الجديد سيصدر بثلاثة ملايين نسخة مقابل ستين ألفًا عادة وسيترجم إلى 16 لغة ويباع في 25 بلدًا
.
وكانت الصحيفة قد تلقت تهديدات لإصدارها رسومًا للنبي – صلى الله عليه وسلم- قبل تعرضها الأربعاء لهجوم بالرشاشات شنه جهاديان فرنسيان وأسفر عن مقتل 12 شخصًا ولا سيما سبعة من هيئة تحريرها بينهم مديرها شارب وثلاثة من أبرز رساميها ولينسكي وكابو وتينيوس.
وبالرغم من الاعتداء حرص الناجون من فريق الصحيفة على إصدار العدد الجديد في موعده، واستأنف 15 من العاملين في الصحيفة منذ صباح الجمعة الماضي العمل في مقر صحيفة ليبيراسيون اليسارية التي احتضنتهم في باريس.
وكانت الصحيفة نقلت عام 2006 رسومًا للنبي – صلى الله عليه وسلم – صدرت أساسًا في صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية وأثارت موجة تظاهرات عنيفة. وعلى إثر مبادرتها تعرضت الصحيفة الفرنسية الساخرة لحريق متعمد التهم مكاتبها وتلقت الكثير من التهديدات.
والأسبوع الماضي كانت أعداد شارلي إيبدو التي نفقت من السوق موضع مضاربة على الإنترنت وارتفعت أسعارها إلى ملايين اليورو.
وتتلقى الصحيفة كمًا من الطلبيات من رؤساء بلديات يريدون تقديمها لمواطنيهم وشركات ومسارح تريد توزيعها على المشاهدين وحتى موزعي صحف في الهند وأستراليا وسواهما.
وفي الخارج حيث لم تكن "شارلي إيبدو" تبيع سوى أربعة آلاف نسخة من المقرر أن يرسل الموزعون 300 ألف نسخة إلى 25 بلدًا.
وكانت "شارلي إيبدو" قبل الاعتداء على شفير الإفلاس ووجهت في نوفمبر نداءً لجمع التبرعات لكنها لم تحصل سوى على بضع عشرات آلاف اليورو في نهاية السنة في حين كانت تهدف لحصد مليون يورو.