يكفي أن تضرب على مفاتيح لوحة "الكيبورد" وتكتب في مربع البحث الشهير جوجل عبارة المسلمون، حتى تنهال عليك النتائج مفزعة، وترتسم ملامح الصدمة على قسمات وجهك وأنت ترى كل النتائج تقريبًا مرتبطة بالإرهاب!
فقد أصبحت محاولات إلصاق الإرهاب بالإسلام مستمرة وبطريقة منظمة عبر آلة الإعلام التي يتحكم فيها الغرب، وأصبح التحريض علي المسلمين ممنهج علي مواقع الأخبار ووسائل الإعلام الغربية.
و نشرت صحيفة "الجارديان"، تقريرًا بعنوان "اليمين المتطرف يستخدم الهجمات لإشعال فتيل الروح المناهضة للإسلام،" أعدته "كيت كونولي" في برلين و"أنجيليك كريسافيس" في باريس و"ستيفانس كيركغاسنر" في روما.
وطبقا لما نقلته"BBC"، ففي ألمانيا بدأ زعماء الطائفة الإسلامية باتخاذ خطوات لاستباق الآثار السلبية التي قد تترتب عن الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو"، حيث سيشارك ممثلون عن 900 مسجد في وقفة تضامنية بالشموع، ويطلبون من الله الرحمة والمغفرة لضحايا الهجوم.
وقد استغلت منظمات يمينية متطرفة مثل منظمة "البديل من أجل ألمانيا A F D" وكذلك تجمعات حليقي الرؤوس ما حدث من أجل لفت انتباه الشعب الألماني إلى أنهم كانوا مُحقين في تحذيرهم من الخطر المستفحل للإسلام والمهاجرين المسلمين.
يُذكر أن حزب "A F D" الذي سطع نجمه إبان الأزمة الاقتصادية، أصبح يحوز على ثقة 25 % من الناخبين، كما يتبين من استطلاعات الرأي.
وفي باريس ذهبت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمين المتشدد "ماري لوبان" إلى أبعد من ذلك، فقد قالت "يجب أن نكون في وضع يسمح لنا بالرد على الحرب التي بدأها الإسلاميون".
أما في هولندا فقد كرر السياسي الهولندي "خيرت فيلدرز" الذي يخضع للمحاكمة بسبب تحريضه على الكراهية، تصريحه القائل بأن "أوروبا تخوض حربًا" وأن عليها إغلاق أبوابها في وجه المهاجرين المسلمين وفرض قوانين الاعتقال الإداري.
وفي بريطانيا اتهم "نايجل فراج" زعيم حزب الاستقلال البريطاني اليميني بأنه استغل الهجمات في باريس من أجل الحصول على مكاسب سياسية لحزبه.
وتتوقع الأحزاب الأوروبية المناهضة للهجرة ازدياد قوة شعبيتها بتأثير ما حدث، حسب الصحيفة.
واستغلت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من الحكومة الهجوم على الصحيفة الفرنسية "شارلي إيبدو" للتحريض على مسلمي أوروبا، حيث يقول "دان مرغليت" تحت عنوان "اليهود والتبرير المتواصل" "إن الإرهاب الإسلامي في أوروبا يعيش في ظل تجاهل وسائل الإعلام والحكومات لخطره، وفي المقابل يستمر إلقاء اللوم دائما على إسرائيل".
وأضاف "أن النازيين والإسلام السياسي يحاولون السيطرة على العالم واستعباد البشر وسحق كرامة الإنسان وحريته، متهمًا الإسلام المتطرف بالصدام مع الثقافة الغربية والمسيحية والديموقراطية واليهودية، حسب تعبيره".
أما صحيفة "هآرتس"، فاعتبرت أن العملية كانت إستراتيجية "موجهة ضد إحدى الذخائر الأكثر حيوية، ليست فقط للجمهورية الفرنسية، بل وللعالم الحر بأسره".
وطالبت الصحيفة المؤسسات الديموقراطية والصحفية في كل مكان في العالم بألا تتأثر بالحادثة، وأن تقف مصممة معًا في وجه الموجة العكرة التي تهدد حرية الصحافة وحرية التعبير في كل العالم، حسب قولها.