شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«مفتي العسكر».. رحلة صعود على جثة الوطن والمبادئ

«مفتي العسكر».. رحلة صعود على جثة الوطن والمبادئ
  "اضرب في المليان، دول ناس نتنة ريحتهم وحشة".. بهذه...

 

"اضرب في المليان، دول ناس نتنة ريحتهم وحشة".. بهذه الكلمات برر علي جمعة -المفتي السابق لدار الإفتاء المصرية- المجازر التي ارتكبها العسكر بعد الانقلاب العسكري، محاولا أن يضفي صبغة دينية على ما فعلوه من جرائم بحق الآلاف ممن سقطوا مطالبين بحقهم في احترام اختيارهم الديمقراطي.. مجاملا العسكر بدماء الآلاف من المصريين.

 

وُلد علي جمعة في محافظة بني سويف سنة 1952، وحصل على دبلوم تجارة من جامعة عين شمس عام 1973، ثم التحق بجامعة الأزهر وتخرج في سنة 1979، ونال شهادة الماجستير في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون عام 1985، والدكتوراه سنة 1988.

 

وسرعان ما حظي جمعة باهتمام الحزب الوطني الذي أسبغ عليه عدداً من المناصب والألقاب أبرزها: عضوية مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وهيئة كبار العلماء، وتعيينه بمنصب الإفتاء بمصر من 2003 حتى 2013.

 

نوع من المجاملة

اليوم، قامت سلطات الانقلاب العسكري بالتحفظ على جميع ممتلكات الجمعية الطبية الإسلامية والجمعية الطبية برابعة العدوية.

 

وحسب -اليوم السابع- فقد تم عزل الإدارة الطبية والمجلس، وتعيين مجلس إدارة جديد برئاسة علي جمعة مفتى الجمهورية السابق يضم في عضويته المختصين من وزارة الصحة.

 

فلماذا يجامل العسكر علي جمعة؟ وهل يقبض الثمن نظير ما دفعه من لي للنصوص وإباحة لسفك الدماء؟

 

توالت مواقف علي جمعة "مفتى العسكر" كما أطلق عليه البعض, لتأييد كل ما يصدر عن الانقلاب العسكري، فدعا المصريين للتصويت بـ«نعم» بكل اللغات في استفتاء الدم، قائلًا: «من سيخرج للتصويت فالله يؤيده، سنقول نعم يعني (YES) لمن لا يعرف العربية".

 

وفي فترة الانتخابات الرئاسية قال علي جمعة خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر حملة دعم السيسي للانتخابات الرئاسية، الذي أقيم بالحديقة الجانبية لقاعة المؤتمرات: "إننا نختار بقلوبنا وليس بأصواتنا فقط الفارس النبيل عبد الفتاح السيسي".

 

فتاوى التوك شو

تأتي دائما فتاواه مثيرة للجدل، وباحثة عن دماء من يخالفهم الرأي: "يحق للحاكم أن يزني"، "حسني مبارك هو ربّ الأسرة المصرية"، "مبارك هو القائد الفارس النبيل"، "علاء مبارك وزوجته وابنُهما سيَدخُلون الجنة"، مآثر سياسية للدكتور علي جمعة قالها في حق المخلوع حسني مبارك وفي حق عائلته في السنوات الأخيرة التي سبقت ثورة 25 يناير، ليصبح عدد المبشرين بالجنة 13، 10 بشّرهم الرسول و3 بشّرهم علي جمعة!

 

واستكمالا لفتاواه التي أثارت حالة من الجدل في المجتمع المصري أفتى "بطلاق المصريين لا يقع لأنهم يقولون "طالئ"، "النقاب ثقافة عفنة"، "أنا رأيت الرسول في اليقظة"! إلى آخر ما يدخل تحت باب التخاريف ولا شيء آخر.

 

صاحب لقب "مفتى العسكر"

قال عنه الشيخ يوسف القرضاوي، بعد نشر المقطع الخاص الذى حرّض فيه جمعة على قتل معارضي الانقلاب العسكري: "من هؤلاء المحرفين الكاذبين، الشيخ أو الجنرال علي جمعة، المصري الذي دخل في علماء الأزهر، وهم يبرؤون منه، وعيَّنه حسني مبارك مفتيًا لمصر، ثم خرج غير مأسوف عليه، بعد أن أفتى فتاوى مرفوضة، لا تقوم على كتاب ولا سنّة".

 

وأضاف "القرضاوي" في جزء آخر من بيانه: "الشيخ علي جمعة لا يعتمد على ما يعتمد عليه العلماء، بل يعتمد ما يعتمده البلطجية. إنه يؤيد أهل القوة على أهل الحق، ويؤيد الجنود على العلماء، ويؤيد العسكر على الشعب. ويؤيد السيف على القلم. ويؤيد السلطان على القرآن، والدولة على الدين".

 

لكل زمان علماء السلاطين الذين يلتفون حول السلطان يحللون له ما يريد ويحرمون على الشعوب ما يريد الحاكم أيضا، فقد أكد حسين حلاوة -رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء وأحد علماء الأزهر- أن الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عالم سلطان واتهامه للمعارضين للانقلاب أنهم خوارج هو دليل على جهله بمعنى الخوارج، فالخوارج هم من خرجوا على الحاكم الشرعي وليس من أرادوا عودة الحاكم الشرعي.

 

وطالب "حلاوة" علي جمعة بمراجعة نفسه؛ لأنه سيترك المناصب ولن ينفعه سلطان ولا جاه يوم القيامة، ويجب أن يتبرأ من هذه الأفعال المشينة التي سفكت الدماء.

 

وتساءل "حلاوة" عن تناقضه في موقفة من مبارك الذي حرّم الخروج عليه، وبين مرسي الذي أباح الخروج عليه رغم أن الأول حاكم مزور والثاني منتخب.

 

على المستوى الإقليمي تم تجاهله

عَلَى الرغم من تقربه من ابن بية -النائب السابق لرئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين- ومن أحمد الطيب -شيخ الأزهر- ومبالغته في مسايرة خطهما السياسي، وتصدّره للمواجهة مع خصوم دولة الإمارات؛ إلا أن اسم علي جمعة غاب عن لائحة الهيئة التأسيسية لمجلس حكماء علماء المسلمين، وهو ما يعني أنه لم يَعُد له في صف شيعته ما يجعله أهلا لتصدّر هيئة علمية أو استشارية، وربما يُؤهلُه طريقه الأخير إلى تحقيق حلمه بأن يحظى في حياته بلقب "لواء"، أو يحظى بعد وفاته بلقب "ولي" فيصبح مزاراً من المزارات!

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023