أسدل الستار على الصفقة التي دارت حولها الشبهات وتعرضت لانتقادات كثيرة خاصة أنها تمثل عودة لنظام المخلوع حسني مبارك وسياسات الخصخصة وبيع الشركات الرابحة، وذلك بإعلان البورصة المصرية إتمام بيع شركة بيسكو مصر في تجاهل لكل الأصوات المعارضة لها.
إذ قالت البورصة المصرية إنه تم تنفيذ صفقة بيع حصة أغلبية في أسهم بسكو مصر إلى شركة كيللوج كومباني مقابل 888 مليون جنيه.
وذكرت البورصة في بيان لها أمس أن كيللوج الأمريكية اشترت 85.93 % من أسهم الشركة المصرية للأغذية.
وبموجب الصفقة تم نقل ملكية نحو 9882320 من أسهم بسكو مصر بسعر 89.86 جنيه للسهم.
يذكر أن شركة أبراج كابيتال الإماراتية أعلنت في وقت سابق انسحابها من صفقة شراء بسكو مصر لتكون كيللوج الأمريكية هي الوحيدة بالسباق بعد عرضها الأخير ب٨٩جنيه للسهم.
ويبلغ رأسمال "بسكو مصر" المصدر والمدفوع 92 مليون جنيه موزع على عدد 11.5 مليون سهمًا بقيمة اسمية تبلغ 8 جنيهات للسهم الواحد، وتقدر قيمتها السوقية فى البورصة أكثر من 918 مليون جنيه.
وكانت البورصة قد أعلنت الأحد بيع حصة الأغلبية في بسكو مصر إلى “كيللوج” الأمريكية بعد منافسة شرسة مع “أبراج” الإماراتية.
وكان خبراء اقتصاديون كشفوا لرصد بوقت سابق أن الصفقة تمثل عودة لنظام المخلوع مبارك بخصخصة شركات القطاع العام وبيع الرابحة منها في وقت الدولة في أمس الحاجة لتطوير صناعاتها.
وانتقد الخبراء الشركة الأمريكية خاصة أنها متهمة باستخدام مواد مسرطنة في صناعاتها فقد سبق وكشف مدير مركز العربي -للنزاهة والشفافية- شحاتة محمد شحاتة، عن اعتراف شركة "كلوجز" الأمريكية التي تَقدمت بِعرض لشراء شركة "بسكو مصر" باستخدام مَواد مُعدلة وراثيًا في منتجاتها الخاصة بالأطفال، والذي كان ذلك سببًا في إثارة منظمات حقوق الإنسان في أوروبا وأمريكا ضد منتجاتها التي تُسبب السرطان.
وقال شحاتة، إنّ شركة كلوجز الأمريكية أصدرت بيانًا رسميًا تعترف فيه بأنها تستخدم مواد غير طبيعية ومعدلة وراثيًا في منتجاتها، حيث قالت بالنص في بيانها إنها تتفهم أن هناك بعض العملاء في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا يفضلون الأطعمة التي لا تحتوي على مكونات طبيعية، وإن المكونات المشتقة من المواد المعدلة وراثيًا ''GMO'' آمنة تمامًا، وهي مستخدمة في دول كثيرة، مشيرًا إلى أن هذا غير حقيقى وفقًا لبعض الدراسات الطبية التي أثبتت خطورة المنتجات المعدلة وراثيًا على صحة الأطفال.
وتابع شحاتة، في بيان صحفي، أن الشركة لم تنكر في بيانها الرسمي وجود ممولين إسرائيليين لهم نصيب حاكم في الشركة، كما لم تنفِ علاقتها بالكيان الصهيوني، حيث قالت في بيانها إنها شركة عالمية مدرجة في بورصة نيويورك ورأس مالها متعدد الجنسيات، ما يعد تبريرًا لوجود ملاك إسرائيليين لها، كما لم تتطرق بأي شكل عن حملاتها في إسرائيل منذ نشأة الشركة، وانتهاجها سياسات إسرائيلية في العالم.