اضطربت أسعار النفط خلال الأشهر القليلة الماضية وفقدت أكثر من 60% من قيمتها لتهبط من 11 دولارًا للبرميل حتى 45 دولارًا للبرميل.
وبعد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك السعودية التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم ، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا.
إذ ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام النفط برنت يوم الجمعة بعد وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التي زادت الغموض في سوق النفط في حين تراجع الخام الأمريكي فيما أرجعه متعاملون إلى مزيد من الدلالات على وفرة المعروض.
وأنهى برنت التعاملات حسبما نقلت رويترز مرتفعًا 27 سنتا إلى 48.79 دولار للبرميل في حين هبط الخام الأمريكي 72 سنتًا عند التسوية إلى 45.59 دولار للبرميل.
بدوره قال الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام لرصد معلقًا علي الأمر أن السعودية أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم ومن الطبيعى أن تتأثر الأسعار بأية تطورات سياسية داخل المملكة
وأضاف عبد السلام أن السعودية أكبر دولة مؤثرة في تحركات أسعار النفط داخل منظمة أوبك، وارتفاع الأسعار عقب وفاة الملك عبد الله شيء طبيعي ومتوقع.
مضيفًا أن الملك الجديد حسم تكهنات تتعلق بمستقبل الحكم في المملكة وأزاح رموز النظام القديم وأحكم قبضته على الحكم، ومن هنا دعمت هذه الخطوة سوق النفط عالميًا باعتبارها صبت في صالح المملكة.
وأشار عبد السلام في تصريحاته لرصد أن سوق النقط كان يتوقع حدوث قلاقل داخل البيت الحاكم السعودي وتنازع على المناصب إلا أن الملك سلمان حسم هذه الأمور وبشكل سريع وهو ما أعاد الطمأنينة لسوق النفط وبالتالي ارتفاع أسعاره.
وقال عبد السلام” في تقديرى أن الأسعار سترتفع بشكل وقتي لكن سرعان ما ستعاود انخفاضها بسبب الوفرة في السوق العالمى ووجود فائض يتراوح ما بين مليون و2 مليون برميل يوميًا”.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن توقف الانخفاض المتوقع بأسعار النفط سيكون في حال أدخل الملك الجديد تغييرات على سياسة المملكة الحالية الداعمة لإبقاء الأسعار على ما هي عليه وعدم خفض الإنتاج،وفي هذه الحالية ستقوم المملكة بخفض الإنتاج وهو ما يعيد التوازن للسوق العالمي.
ومن الناحية الاقتصادية، تعتبر السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، وتملك ثاني أكبر احتياطي مثبت من الخام بعد فنزويلا يقدر ب265,8 مليار برميل، اي 18% من الاحتياطات العالمية.
وتبلغ القدرة الإنتاجية للسعودية حوالى 12,5 مليون برميل يوميًا إلا أن إنتاجها الحالي هو دون عتبة العشرة ملايين برميل يومي، وتملك المملكة احتياطات ضخمة من الغاز تقدر ب8230 مليار متر مكعب.
وللمملكة أكبر احتياطي نفطي في العالم حتى أعلنت فنزويلا أنها قد زادت احتياطيها المؤكدة إلى 297 مليار برميل في يناير سنة 2011. كمّية احتياطي النفط السعودي تعد خمس الاحتياطي العالمي من النفط التقليدي، ويأتي جزء كبير من هذه الاحتياطي من عدد صغير من الحقول الكبيرة جدًا