شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سامي عنان.. رجل مبارك يعود من جديد

سامي عنان.. رجل مبارك يعود من جديد
    اسمه ارتبط لدى أذهان ثوار الـ25 من يناير...

 

 

اسمه ارتبط لدى أذهان ثوار الـ25 من يناير بـ" عدو الثورة" ويعتبر لدى الكثير من الثوار خصمًا ومشاركًا في الدماء ويجب محاكمته، أزاحه الرئيس محمد مرسي بعد انتخابه رئيسًا للبلاد بعدة شهور، وهو ما أذهب غيظ بعض الثوار شيئًاً ما.. إنه الفريق سامي حافظ عنان رئيس أركان القوات المسلحة سابقًا.

 

* مرسي والإطاحة بـ"عنان":

أقاله الرئيس محمد مرسي من منصبه في 12 أغسطس 2012 هو والمشير طنطاوي، وعُين مستشارًا لرئيس الجمهورية آنذاك ومنحه قلادة الجمهورية، وقد كتب فهمي هويدي مقاله يوم الخميس 16 أغسطس 2012 تطرق فيها للحديث عن كواليس الإطاحة بعنان، إذ قال في مقالته آنذاك: "استدعي وزير الدفاع الجديد لكي يحلف اليمين قبل إذاعة الخبر، وطلب منه التوجه على الفور لاستلام مهامه، ثم استدعي المشير طنطاوى والفريق عنان واللواء محمد نصر مدير الشؤون المالية بالقوات المسلحة، وفى لقائه معهم أبلغهم الرئيس بقراره الذي فوجئوا به، وفي اللقاء سأله اللواء نصر عما إذا كانت الإقالة تشمله أيضًا، فأبلغه الرئىس بأنه باقٍ في منصبه، وطلب منه أن يعرض عليه أمام المشير والفريق عنان موقف الأرصدة المالية للقوات المسلحة، فيما بدا أنه إثبات حالة تسليم وتسلم في وجودهما".

 

وكتب هويدي في شهادته بالمقالة: "معلوماتى أن المشير تغير وجهه حين سمع قرار الرئىس وكذلك الفريق عنان، وفي حين أن الأول ظل على هدوئه، إلا أنه عبّر عن استيائه بعد خروجه، وسُمع وهو يقول إنه لم يكن ينتظر ذلك، فإن الثانى التزم الصمت ولم يعلق بشىء، وكان الرئىس قد أحاطهما علمًا في اللقاء بأنهما سيُكرمان وسيُعينان مستشارين له، بما يضمن لهما خروجًا مشرفًا ومطمئنًا".

 

وفي 1 يوليو 2013 تقدم "عنان" باستقالته من منصبه كمستشار لينضم لصف الانقلابيين على السلطة الشرعية، ولعل ذلك الموقف لم يكن بغريبًا عنه، لاسيما وأنه كان من المقربين للمخلوع محمد حسني مبارك وأحد المؤيدين له.

 

وقد جاء قرار قبول المحكمة الإدارية العليا أوراق تأسيس حزبه اليوم "مصر العروبة" ليفتح صفحة جديدة من سجل "عنان" بعد أن خرج من الحياة السياسية الفترة الماضية، بعد  حرب الشائعات التي مارستها الأجهزة الإعلامية لسلطات الانقلاب ضده، واتهمه البعض بأنه يعقد صفقات مع الإخوان، وآخرون اتهموه بالفساد وسبب ذلك كله هو إعلان عدد من المقربين منه، وبالأخص نجله عن ترشحه للانتخابات الرئاسية أمام عبدالفتاح السيسي.

 

* عنان وضوء أخضر لخروجه ودخوله:

وبدا وقتئذٍ  أن هناك ضوءًا أخضر بخروج "عنان" من المشهد بتشويه سمعته كي يحتفظ "السيسي" بالشعبية والانتشار.

 

وها هو يعود مرة أخرة للظهور ويبدو أن عودته تأتي بضوء أخضر جديد يسمح له بالظهور، وقد فسر بعض المراقبين أن تلك العودة لسامي عنان تنبثق من قبل دعم وتأييد كبير له من جانب عدد من رجال الأعمال، وأن هناك عدد من الشخصيات تدعمه من خلال تمويل أنشطة الحزب.

 

* عنان وثورة يناير:

ولعل مذكرات"عنان" تكشف أنه لم يكن داعمًا لثورة يناير وما أبرز ذلك حديثه بالإطراء والإشفاق على المخلوع حسني مبارك، حيث كتب في مذكراته: "استمعت لخطاب مبارك يوم 28 يناير، وتوقفت طويلاً أمام قوله: – طلبت من الحكومة تقديم استقالتها اليوم – ، التعبير غير موفق في صياغته، لأنه يوحى بالضعف والتردد وغياب الحسم، وكان من الواجب أن يستخدم مفردات أكثر وضوحًا وقوة، دون نظر إلى أنه لم يكن قد استقر على المرشح البديل لرئاسة الوزارة، القرار الصائب بنسبة 80٪، في توقيت مناسب، أفضل كثيرًا من قرار صائب بنسبة 95٪ في توقيت غير مناسب، لو كنت مكان مبارك، لاستخدمت تكوينًا لغويًا مثل -إقالة حكومة نظيف لفشلها في إدارة شؤون الدولة -، ما السر في الصياغة التي لجأ إليها مبارك؟.. شعرت وأنا أستمع إليه أن الرئيس الأسبق يتعرض لضغوط حتى لا يتخذ قرارات قوية، وأن بعض المحيطين به لا يتعاملون مع الاحتجاجات الشعبية في ميدان التحرير بالجدية المطلوبة، ويراهنون على أن الأمر سينتهى سريعًا".

 

والمؤكد بحسب الكثير من المراقبين خلال الفترة الانتقالية ما بعد ثورة الـ 25 من يناير وحتى بعد الانقلاب أن "عنان" لم يكن على علاقة جيدة بـ"السيسي" وحينما حصل السيسي على لقب المشير كان ممتعضًا؛ لكونه يرى أنه أحق منه، ولكن مع قبول أوراق تأسيس حزبه اليوم وممارسته للعمل السياسي بموافقة قضاء العسكر، يتبين أن هناك ثمة اتفاقات تمت في الخفاء أجبرت السيسي على قبول دخول "عنان" لحلبة السياسة من جديد، لاسيما بعد خروج رجال المخلوع حسني مبارك الذين جاءوا به بالأساس لمنصب رئيس الأركان.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023