أظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن نحو 3 آلاف إلى 5 آلاف طفل مصري، قد يصابون سنويًّا بعدوى فيروس التهاب الكبد “سي” عن طريق انتقال العدوى من الأم إلى الطفل.
وذكرت الدراسة التي أجراها باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، ونشرت في العدد الأخير من دورية(Hepatology)، أن انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، قد يسهم في إحداث ما بين 30 إلى 50% من إجمالي الحالات الجديدة ضمن الفئة العمرية الأصغر من خمس سنوات.
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها، لرصد انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل في أي بلد، واستند الباحثون إلى إحصائيات من المسح الديموغرافي، والصحي الذى أجرته وزارة الصحة المصرية في عام 2008.
وقدر الباحثون أيضًا أن 7% من النساء المتزوجات في سن الإنجاب كن يحملن الفيروس “سي” في دمائهن عام 2008، وأن معدل الإصابة الأعلى موجود في المناطق الريفية في مصر.
وعن كيفية انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، أوضح الباحثون أن ما يسمى بالانتقال العمودي، يحدث أثناء الحمل أو عند الولادة، أو في الفترة التالية للولادة، عن طريق الدم عند الرضاعة من حلمة مشققة أو نازفة؛ نظرًا لأن الفيروس لا ينتقل عن طريق حليب الثدي.
وقالت الدكتورة “لينكا بينوفا”، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، الباحث الرئيسي للدراسة، إن انتقال العدوى من الأم إلى الطفل يتميز بالعديد من الخصائص الفريدة التي تجعل فهمه صعبًا.
وأضافت: “في دراسة سابقة كنا قد أجريناها، قدرنا أن ما بين 5 و10 من 100 طفل يولدون لنساء مصابات بعدوى نشطة لالتهاب الكبد (سي) قد انتقلت إليهم العدوى عموديًّا”.
وأشارت “بينوفا” إلى أن الأمر يستغرق وقتًا طويلاً، لتحديد حالة العدوى بين الأطفال حديثي الولادة الذين تعرضوا لانتقال الفيروس عموديًّا.
وتنصح الدراسة بمتابعة الأطفال المعرضين للعدوى لمدة 18 إلى 24 شهرًا، قبل وضع تشخيص العدوى المزمنة، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن زوال أجسام الأمهات المضادة لدى حديثي الولادة مرجح الحدوث بعد السنة الأولى من الولادة.
وتعاني مصر من أعلى نسبة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي “سي” فى العالم، حيث يقدر أن 14.7% من السكان يحملون الفيروس، فضلاً عن إصابة ما يصل إلى 100 ألف شخص جديد سنويًا فى مصر، وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
والتهاب الكبد الوبائي “سي”، هو مرض فيروسي يمكن أن يؤدي إلى تراجع وظائف الكبد أو الفشل الكبدي، وقد ينتهي المطاف بعض المرضى إلى الإصابة بتليف الكبد.
ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية في عام 2013، فإن 150 مليون مريض جديد، يصابون بعدوى الفيروس سنويًا على مستوى العالم، ويكونون عرضة لخطر الإصابة بتليّف أو سرطان الكبد، ويموت سنويًا أكثر من 350 ألف مريض آخرين جراء الإصابة بأمراض الكبد الناجمة عن هذا الالتهاب.