شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد التسريب الأخير.. متى يتوقف الدعم الخليجي لدولة العسكر؟

بعد التسريب الأخير.. متى يتوقف الدعم الخليجي لدولة العسكر؟
أثارت التسريبات الأخيرة لمكتب قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسي، تساؤلات كثيرة حول الأسلوب الذي تعاملت به مصر بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013 مع الدعم الخليجي المساند للانقلاب.

ثارت التسريبات الأخيرة لمكتب قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسي، تساؤلات كثيرة حول الأسلوب الذي تعاملت به مصر بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013 مع الدعم الخليجي المساند للانقلاب.

الحوار الذي كان طرفاه -إضافة إلى السيسي- مدير مكتبه آنذاك عباس كامل وعضو المجلس العسكري محمود حجازي، وصف دول الخليج الداعمة للانقلاب بأنها أنصاف دول تمتلك مبالغ ضخمة، يجب أن ترضخ لمطالب نظام الانقلاب ودفع عشرات المليارات من الدولارات.

يتساءل البعض هل ذهبت تلك المليارات حقا للشعب المصري وخففت حدة الأزمات المعيشية التي يواجهها، أو تم إنفاقها على المواطن البسيط الذي لم يعد يجد لقمة عيش كريمة أو فرصة عمل مناسبة؟ أم ذهبت لقتل بعض المصريين عبر تمويل شراء أحدث أنواع الأسلحة والمدرعات والمصفحات والرصاص الحي والقنابل؟ أم ذهبت مكافآت وحوافز وزيادة في مرتبات قتلة الشعب، أو ذهبت حتى للقضاة الذين حكموا بإعدام آلاف المعارضين.

ويبدو أن تقرير صادر عن وزارة المالية، يجيب عن تلك الأسئلة، حيث كشف ارتفاع عجز الموازنة في البلاد لمستوي قياسي حيث زاد بنسبة 47.6%، ليصل إلى 132 مليار جنيه خلال النصف الأول من العام المالي الجاري 2014-2015، على الرغم من حصولها على منحة لا ترد بقيمة مليار دولار من الكويت مطلع نوفمبر الماضي.

وقد علق الأمير السعودي سعود بن سيف النصر –عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، على التسريبات، قائلاً: “رغم المليارات التي انهمرت كالمطر على جنرالات الجيش المصري، فلا يزال المصريون يعانون أزمة كهرباء وغاز بل ورغيف الخبز”.

وتساءل: أين مليارات الشعب السعودي في الوقت الذي لا يوجد فيه أزمة واحدة تم حلها في مصر؟ لا أحد يعرف الأساس الذي أعطى 20 مليار دولار لمصر ..هل هو قرض أم منحة أم هبة؟ لقد تم إنتاج مسرحية هزلية على الشعبين. لماذا لا يسأل القائمون على التبذير وتبديد خيرات الشعب السعودي جنرالات الانقلاب في مصر عن مصير هذه المساعدات؟ هذه إشارات مهمة يجب التوقف عندها.

والسؤال الآن: هل ستتأثر علاقة السيسي بدول الخليج بعد هذه التسريبات؟

دول وُصفت بأن “فلوسها زي الرز ” وأخرى “أنصاف دول”.. كلمات تلخص الأسلوب التي يتحدث به قادة الانقلاب عن معاونيهم من دول الخليج .. التسريب لم يبق صديقًا للسيسي فقد هاجم فيه الخليج عمومًا حتى لو خص السعودية والكويت، فهل مثل هذه الكلمات التي سربت لهم تفضح الكثير عن نظرة قادة الانقلاب العسكري في تعاملهم مع الدول الخليجية التي وقفت لجوارهم، وهل من الممكن أن تغير تلك الدول من سياستها المتبعة أو تبدأ في تقليص حجم مساعداتها ؟.

ذكرت وزارة المالية في تقريرها لشهر يناير الماضي، نشرته على موقعها الإلكتروني، أن “المنح التي كانت تُعتبر موارد استثنائية لمصر” تراجعت بأكثر من 29 مليار جنيه خلال النصف الأول من العام المالي الحالي الذي بدأ في يوليو 2014، وأوضح التقرير أن المنح بلغت 7.8 مليارات جنيه، بانخفاض بلغت نسبته 78.8%.

وأدى تراجع المنح، حسب التقرير الحكومي، إلى ارتفاع عجز الموازنة العامة للدولة، إلى نحو 5.7% من الناتج المحلي ما يعادل 132 مليار جنيه، مقابل عجز بنسبة 4.5% يعادل 89.4 مليار جنيه. 

أستاذ العلوم السياسية في جامعة جون هوبكنز خليل العناني رأى أن التسريب يكشف مدى “هشاشة النظام المصري”، ويوضح مدى الصراع الداخلي، مشيرًا إلى وجود أطراف تتمنى إسقاط هذا النظام.

وأضاف في حديثه لبرنامج “حديث الثورة “المذاع على قناة “الجزيرة “أن مشروع السيسي فشل في القضاء على القوى السياسية التي أراد إقصاءها، وثبت أنه من المستحيل التخلص منها، معتبرًا أن الانقلاب “يحمل بذور فنائه”، غير أن السؤال “من سيملأ الفراغ بعد سقوطه؟”، حسب قوله.

ودعا العناني دول الخليج إلى مراجعة موقفها من هذا النظام، حيث “الوضع السياسي في مصر غير مستقر على الإطلاق”، مشيرًا إلى أن ثمة بوادر لهذه المراجعة خصوصًا في السعودية التي تريد الالتفات إلى ملف اليمن.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023