اللعبة الأكثر شعبية في العالم هي الأكثر دموية أيضًا، وبخاصة في الفترة الأخيرة. قد تنتهي مباراة كرة القدم باحتفالات جماهيرية جنونية أو غضب عارم يصل إلى حد إغلاق الشوارع وتحطيم المحلات التجارية، ومعارك بين صفوف المشجعين ومواجهة رجال الشرطة، ولكن من يصدق أن تتسبب مباراة كرة قدم في إزهاق عشرات الأرواح.
نرصد في هذا التقرير أشهر المذابح التي شهدتها الساحة الرياضية، وبخاصة المستطيل الأخضر.
مذبحة الدفاع الجوي
ارتكبت قوات الأمن أمام استاد الدفاع الجوي، مجزرة بحق مشجعي نادي الزمالك، أثناء حضورهم مباراة فريقهم مع انبي في الدوري المصري.
وقالت في وقت سابق مساء أمس الأحد، في بيان رسمي، إنها أحبطت محاولة جماهير من نادي الزمالك \\\\\\\”اقتحام\\\\\\\” ملعب الدفاع الجوي لحضور مباراة ناديهم أمام انبي، في الجولة العشرين للدوري الممتاز أ.
فيما أعلنت رابطة مشجعي الزمالك (وايت نايتس)، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي \\\\\\\”فيس بوك\\\\\\\”، عن ارتفاع عدد القتلى إلى 40 حالة، وسودت الرابطة صفحتها الرسمية باللون الأسود.
74 شهيدًا في مباراة الأهلى والمصري (مذبحة بورسعيد)
تعد مذبحة بورسعيد، واحدة من أبشع ما شهده المستطيل الأخضر، إذ أسفرت اعتداءات البلطجية وقوات الأمن على المشجعين، عن 72 شهيدًا، من جمهور النادي الأهلي، في مدينة بورسعيد، عقب انتهاء المباراة التي جمعة نادي المصري البورسعيدي بالنادي الأهلي.
مباراة مصر والجزائر الشهيرة
لا أحد يعلم على وجه الدقة، كيف بدأ الصراع الحقيقي، إلا أن ما يبدو لنا هو أن البداية كانت عقب مباراة الفريقين النهائية للتأهل لنهائيات كأس العالم عام 2010.
انتهت المباراة بفوز فريق المنتخب الجزائري، في نفس الوقت الذي وقعت فيه مصادمات عنيفة بين جماهير الفريقين، في العاصمة السودانية الخرطوم
وتلقت الخارجية المصرية، آنذاك، كثيرًا من شكاوى المصريين المقيميين في الجزائر، تتعلق بتعرضهم لاعتداءات متنوعة، الأمر الذي أجبر الحكومة المصرية، على سحب سفيرها من هناك.
ولم تهدأ الأزمة، إلا بتدخل بعض الدول العربية، لتبدأ في الهدوء تدريجيًا، حتى لم يتبقى منها إلا ذكرى.
معركة الأناضول
في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008، فاز المنتخب التركي على نظيره الكرواتي في العاصمة النمساوية فيينا، إلا أن هذا الفوز أخذ منحًا سياسياً ودينياً، بعد هتافات المشجعين الأتراك، التي شملت جمعًا ومقارنةً بين فوز منتخبهم الكروي، وانتصارات السلطنة العثمانية في منقطة البلقاء، التي تعتبر كرواتيا جزءً منها.
سرعان ما رد الكروات بهتافات مضادة، للتحول المواجهات من ساحة الهتاف، إلى حرب شوارع، حطم المشجعون فيها كل ما يقع تحت أيديهم. ولم تنتهي المواجهات إلا بتدخل الشرطة النمساوية.
حرب المئة ساعة
سبق لكرة القدم أن أشعلت فتيل حرب بين الهندوراس والسلفادور، عقب مباراة مصيرية في التصفيات المؤهّلة لنهائيات كأس العالم 1970؛ انتهت بفوز السلفادور.
فبعد إطلاق الحكم لصافرة النهاية، خرجت جماهير غفيرة من الجانب السلفادوري المقيمين في الهندوراس إلى الشوارع محتفلةً بفوز فريقها بنتيجة 3 مقابل 2، ما أثار غضب الجماهير الهندورية، إلا أن الشرطة استطاعت تطويق المصادمات بعد وقوع عشرات الضحايا في صفوف السلفادوريين.
وتطوّرت الإشتباكات بقيام آلاف من الهندوريون بالاعتداء على السلفادوريين المقيمين على أرضهم، وهو ما اضطر عدداً كبيراً منهم لمغادرة البلاد والعودة إلى وطنهم الأصلي، لتتصاعد وتيرة الأحداث، بعد أن تقدمت السلفادور بشكوى رسمية ضد الهندوراس في الأمم المتحدة، وترافق ذلك بتأجيج إعلامي للمشاعر، وقطع للعلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وحشد للجيوش على الشريط الحدودي بينهما.
وتفجر الوضع بحرب اندلعت يوم 14 يوليو 1969 وانتهت بعد 100 ساعة حاصدة أرواح 4 آلاف شخص، ومتسببةً بتشويه عشرة آلاف مواطن، وتشريد 120 ألف، وخسائر مادية كبيرة.
رفض مباراة على استاد الدم
رفض منتخب الاتحاد السوفيتي المشاركة في بطولة كأس العالم عام 1974، بعد أن رفض اللعب أمام منتخب تشيلي على بطاقة التأهل للمونديال، إثر مقتل الزعيم التشيلي سلفادور ألليندي في انقلاب عسكري أطاح بحكومته الاشتراكية.
وجاء رفض الاتحاد السوفيتي المشاركة في المباراة، بعد معرفته بإقامتها على الاستاد الذي شهد حشد الحكومة التشيلية للمعتقلين اليساريين فيه وتصفية المئات منهم في هذا الملعب، عدا الآلاف الذين قتلوا واختفوا عن وجه الأرض، لتشارك تشيلي في البطولة دون لعب المباراة الأخيرة في التصفيات.
