بعد وعود زائفة ومسكنات من حكومة الانقلاب لأهالي 21 أسرة مختطفة، خيم الحزن مساء اليوم، الأحد، على قرية “العور”، واكتست شوارعها بالسواد بعد نشر تنظيم “داعش” تسجيلاً صوتيًا، يظهر ذبح الـ21 عاملاً قبطيا الذين تم اختطافهم منذ أيام، وسط صمت وتخاذل من سلطات الانقلاب.
ففي الوقت الذي هتف فيه أهالي وأسر المختطفين ” واحد ..اتنين .. هو السيسي فين” موجهين استغاثات لقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي وحكومته، بضرورة التدخل والتفاوض لإطلاق سراح ذوويهم، كانت حكومته تطالع أخبار المختطفين من خلال التلفزيون بحسب ما تداولته وسائل الإعلام نقلاً عن حكومة الانقلاب.
تخاذل وصمت سلطات الانقلاب
بالرغم من تكرار حوادث الاختطاف في ليبيا الإ أنه لم يحدث أي تحرك على المستوى المطلوب من حكومة مصر سوى تصريحات جوفاء، مثل الذي أطلقها وزير خارجية الانقلاب سامح شكري، إذ قال أنه كلف كلٍ من المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبدالعاطي، وسفير مصر في ليبيا محمد أبو بكر، باستقبال مجموعة من أهالي الصيادين الذي يتردد احتجاز عدد من ذويهم في مصراتة بليبيا، للاستماع لشهادات أسرهم للتمكن من جمع معلومات حول هوية المختطفين.
كانت تلك هي التحركات مجرد أحاديث وتصريحات هنا وهناك، في الوقت الذي احتج فيه أهالي المختطفين أمام مقر نقابة الصحفيين منذ أيام؛ مطالبين سلطات الانقلاب بسرعة التحرك لكشف حقيقة الأنباء المتضاربة عن حياة ذويهم، والتأكد من صحة ما نشره التنظيم، محملين الدولة وجميع المسئولين فيها عن المسؤولية الكاملة عن سلامة المختطفين.
21 مصريًا يدفعون ثمن أخطاء الجنرال السيسي
من جانبه، قال الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية: “المصريون الذين قتلوا في ليبيا دفعوا ثمن أخطاء الجنرال السيسي وتهوره وتورطه في الشأن الليبي، بقاء هذا الرجل يأتي بالبلاء والخراب علي الوطن”.
وأضاف خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع”فيس بوك”:” الجنرال السيسي يتحمل المسؤولية الكاملة عن مقتل المصريين علي أيدي مجرمي – داعش- في ليبيا، السيسي فشل في حماية أرواح المصريين داخليًا وخارجيًا”.
وكتب الصحفي محمد جمال عرفة: “لم أستطع مشاهدة فيديو ذبح جهلة داعش لـ 21 مسيحيًا مصريًا كما قالو في فيديو بعنوان – رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب – ، ولي الملاحظات التالية:الفيديو باللغة الأنجليزية ما يعني أن أغلبية الداعشيين أجانب من الشباب الأوروبي أو دول أسيوية، ومشكلة بعض غير الناطقين بالعربية الذين يسلمون، أنهم يختلفون عن العرب أصحاب اللغة العربية في فهم الاسلام الوسطي الحق، وينتشر بينهم إما التساهل في الدين أو التطرف والتشدد”.
وأضاف “أما الملاحظة الثانية أن المسئول عن دماء هؤلاء العمال الأبرياء هو البابا تواضروس لأنه لعب دورًا معاديًا للسلام، و وقف مع الظلم وللاسف يتحمل أتباعهم – وجزء كبير منهم يعارض توجهه – النتيجة تطرف مقابل تطرف، وربنا يصبر أهلهم الغلابة”.
وعلق المحامي منتصر الزيات: “من حقنا أن نعرف الجرم الذي ارتكبه المصريون الـ ٢١ الذين ذبحتهم داعش؟ هل لمجرد كونهم مسيحيون؟ مصريون اغتربوا من أجل لقمة العيش، لو ارتكبوا جريمة تخابر ،أو تبشير، كان من حق المصريين والكافة أن يعرفوا الحقيقة، الحكاية لا تحتمل الظن أو التخمين”.
وأضاف: “قتل ٢١ مصريًا ذبحًا جريمة تُسأل عنها السلطات المصرية التي أهملت رعاية مواطنيها”.
وتابع الكاتب الصحفي علاء البحار: “ذبح 21 مصريًا مسيحي في ليبيا.. أين دكركم السيسي؟ أين تواضروس؟ أين السيساوية الحقراء الذين شجعوا سيدهم علی مساندة طرف علی طرف في ليبيا في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، فكان الضحية في النهاية مصريون غلابة هربوا من الفقر في مصر الی الموت في ليبيا#يسقط_حكم_العسكر”.
يُشار إلى أن تنظيم “داعش” في ليبيا، أعلن في تسجيلاً بالفيديو رسميًا، عن قتله لـ 21 مصريًا المختطفين في ليبيا، ذبحًا مساء الأحد تحت رسالة بعنوان” رسالة بالدماء””.