عدو الأمس صديق اليوم , منذ 37 عاماً وتحديداً في 21 يوليو من العام 1977 دخل الجيش المصري ليبيا ونشبت معركة بينه وبين الجيش الليبي انتهت بانتصار مصري سريع، رداً على تطاول حاكم ليبيا معمر القذافي على مصر ورئيسها الراحل أنور السادات.
الآن الوضع اختلف كثيرا ولم يعد هناك توتر بين قيادات البلدين، بالعكس فالنظامين الانقلابيين فى مصر وليبيا أرادا توجيه ضربة موحدة لأى تحرك ثورى مدعين أن حربهم ضد الارهاب .
وكان تسجيل أظهرت رجالا يرتدون ثيابا برتقالية اللون، وقد أجبروا على الجثو على ركبهم أمام أحد الشواطئ وقيدت أياديهم وراء ظهورهم قبل أن يقوم أشخاص بذبحهم.
ويرى المحلل السياسى راكان السعايدة فى تصريح خاص لـ “شبكة رصد ” أن النظام الانقلابى فى مصر يبحث عن مبرر قوى، لأنه متهم ومحرج أمام الشارع المصرى حاليا بعدم قدرته على توفير الأمن والأمان والاستقرارالذى لطالما نادى به.
وأضاف قائلا: ” هناك رغبة للجيش المصرى فى التدخل فى الشأن الليبى، وتلك الرغبة موجودة من فترة وكانت تتم فى الخفاء دون وجود مبرر قوى لاعلانها، ولكن اليوم استغل السيسى حادثة مقتل 21 مصريا فى ليبيا ليجعل التدخل العسكرى المصرى فى ليبيا أمام الجميع وبحجج مقنعة خاصة أمام الغرب”.
وتابع السعايدة “ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أميركيين أن مصر والإمارات العربية المتحدة قامتا بضربات جوية سرا ضد مواقع تابعة لثوار طرابلس، والتي تقاتل ميليشيات مسلحة في العاصمة الليبية، وذلك في مرتين خلال الاشهر الماضية”، مضيفا “الولايات المتحدة تفاجأت بتصرفات الحليفين المقربين والشريكين العسكريين مصر والإمارات اللتين نفذتا العملية دون إبلاغ واشنطن أو حتى السعي لأخذ موافقتها، وتلك الضربات الجوية أثارت غضب الولايات المتحدة التي اعتبرتها يمكن أن تزيد من تأجيج الصراع الليبي في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة والقوى الغربية إلى حل سلمي”.
وتابع “مصر تواجه أزمة كبيرة في إقناع الغرب والدول الأوروبيّة بجدوى التدخل عسكرياً في ليبيا”.
وصرح السعايدة أثناء حديثه ل ” شبكة رصد ” بأن “قائد الانقلاب الليبى اللواء خليفة حفتر أعلن عن تنسيق مصرى ليبى للتدخل عسكريا ورحب بذلك بقوة، والأهداف الحقيقية وراء ذلك هو فشل كلا الانقلابيين المصرى والليبى فى جنى اى مكاسب سياسية”.
وبرهن علي كلامه قائلا : “فالجانب المصرى فشل فى كافة المجالات والأصعدة، خاصة على المستوى الداخلى، مما جعله يتجه بإدارة الأزمة إلى الخارج، فالمستهدف الأول للجيش المصرى هو القضاء على قوات فجر ليبيا، والتى تشكل حالة من الحراك الإسلام السياسى، ولذا فمصر ترغب فى القضاء عليها باعلانها الحرب على الارهاب كما ادعت ذلك سابقا على المستوى الداخلى”.
وتابع: “مصر ترغب فى السعى لتحقيق رضا خليجى بزعامة دولة الامارات العربية المتحدة عن طريق القضاء على أي تحرك من شأنه بروز حركات الاسلام السياسى فى المنطقة”
وحول تباطؤ سلطات الانقلاب فى انقاذ أرواح الـ21 قبطيا علق السعايدة: ” لاأعتقد أن سلطات الانقلاب فى مصر معنية أصلا فى الحفاظ على أرواح المصريين الذين قتلو فى ليبيا، فالنظام القمعى الذى قتل الألاف فى رابعة والنهضة وفى شوارع مصر، واعتقل الألاف أيضا هل سيهتم بالدفاع عن أرواح 21 مصريا؟”.
واستكمل حديثه ” بل على العكس فقد وجد النظام الانقلابى ضالته فى قتل هؤلاء ليجد ذريعة للتدخل العسكرى فى ليبيا لغطاء فشله الذريع فى مصر، ولإيهام الرأى العام أنه يدير حربا ضد الارهاب، للغطاء على فشله فى إحداث حالة الأمن والاستقرار الداخلي، فأراد أن ينقل الإدارة بالأزمة إلى خارج مصر”.
وتابع: ” على الجانب الآخر نجد الجانب التركى الذى أجرى المفاوضات معهم للحفاظ على الرهائن التركية لديهم فى مقابل الإفراج عن أعضاء التنظيم بتركيا، وذلك لأن تركيا رأت أن الحفاظ على أرواح رعاياها أهم بكثير من الدخول فى مهاترات سياسية قد تجعلها فى النهاية تفقدهم كما حدث مع الجانب المصرى ومن قبله الكساسبة”.
كما اعتبر السعايدة التدخل المصرى العسكرى فى ليبيا ماهو الامحاولة للتستر على فضائح السيسى الأخيرة بشأن التسريبات التى انتشرت له مؤخرا، والتى تسببت له فى حرج شديد مع دول الخليج التى تغدق عليه أموالها، فحاول توظيف ماحدث فى ليبيا للغطاء على فضائح التسريبات التى سببت له أزمة غير معلنه مع دول الخليج حتي يجعل قضية التسريبات قضية ثانوية وهامشية بعد اعلان حربه على ليبيا، علي حد قوله.
مضيفا “تلك المحاولات لن تفيد على المدى البعيد فأزمات سلطة الانقلاب فى مصر تتزايد يوما تلو الآخر، ولا توجد حلول للمشكلات المتفاقمة داخل مصر بالإضافةإالى توريط الجيش فى حرب جديدة يراها البعض لاتجنى إلا مزيدا من إراقة الدماء لأنها تستهدف المدنيين “
كما أكد السعايدة أن الحرب التى دبرها الجيش المصرى هى معدة سلفا وكانت الخطط والاستراتيجيات مجهزة، ويفسر ذلك قائلا ” أن سرعة الاستجابة الفورية للتدخل العسكرى الليبى تشير إلي أن ثمة صفقة تمت بين الجانبيين فور خروج قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى ليعلن ذلك “