تتمنى كل أم أن ترى طفلها مؤدبًا، صادقًا، هادئًا، يحافظ على البيت وعلى نفسه ويستجيب لكلامها، إلا أن عملية التربية ليست سهلة، وعلى الأم قبل أن تصل لمرحلة العقاب أن تتأكد أن الطفل عرف أن ما يفعله خطأ، فالعقاب جزء من عملية التربية، لكنه ليس أساسي ومن الخطأ أن يكون وسيلة الأم الدائمة، وقد تطرق موقع “فتكات” لهذا الموضوع وحدد عدة أمور على الأم أن تراعيها.
قبل العقاب
عليك كأم أن تجلسي مع طفلك وتشرحي له خطأه، وما التصرف الجيد الذي من المفترض أن يقوم به، فمثلا، تأكدي أنه يفهم أن فتح باب الثلاجة كل خمس دقائق سيخسر الطعام، لأن الأطعمة تحتاج للبرودة المستمرة وأن المطلوب منه هو عدم فتح باب الثلاجة إلا إذا أراد منها شيئًا، وكذلك حتى لا يصاب بالبرد، وكرري شرح ذلك كثيرًا حتى يستوعب.
كوني هادئة وتكلمي معه بحزم، وارسمي على وجهك علامات الحزن إذا أردتي شرح عواقب ما سيفعلهه، وارسمي علامات الرضا عند توضيح المطلوب منه تحديدًا، ولا تصرخي في وجهه أو تتحدثي بصوت عالي، حتى لا يعتاد على الصوت العالي المزعج .
تأكدي أولا من أنه لا يكرر التصرف السيء من باب لفت النظر، في هذه الحالة، العلاج الأفضل هو التجاهل.
إلجئي للعقاب كخطوة أخيرة، ولابد أن تنبهيه أنه سيعاقب بـ ….. إذا كرر فعل ….، من الأفضل أن تحذريه وتوضحي له، وإذا ارتكب الخطأ، لابد من العقاب، لابد أن تنفذي كلامك حتى يعرف أنك جادة، وستخسرين كثيرًا إذا أخذ طفلك عنك فكرة أنك لا تنفذين ماتقولينه.
لذلك، تأكدي من أن العقاب الذي ستقررينه، تستطيعين تنفيذه، فلا تقولي له “لن آخذك معي إلى جدتك وجدك إذا لم تأكل”، ثم بعد ذلك تكتشفين أنك لا تستطعين تركه بمفرده، فكري أولا في إمكانية تنفيذ العقاب ولا تستسهلي التهديد.
العقاب الجسماني
ابتعدي كل البعد عن العقاب الجسماني، الضرب على الوجه، أو بالعصى، أو أنك أو حتى تمسكيه من كتفيه وتهزيه وأنت تصرخين في وجهه، ولا قرص أذنيه أو الضرب على رأسه. تحكمي بأعصابك، فالضرب ليس عقابًا وإنما دليلا على قلة حيلتك وتسرعك، وسيضره كثيرًا وليس منه فائدة.
إذا ضربتِ ابنك، فبحجمه الصغير لن يستطيع أن يدافع عن نفسه وسيتولد لديه إحساسًا بالعجز والإحباط والاستسلام، وكلها مشاعر سلبية، أبعديها عن نفسية طفلك حتى لا تصاحبه في الكبر، فالضرب يولد لدى طفلك إحساسًا بالغضب والاستياء والعدوانية، وسيستخدم الضرب هو بنفسه كوسيلة ويتعلم أن الضرب شيء مباح، وأنه يمكنه أن يضرب طفلا آخر لأن تصرفه لم يعجبه، كذلك لن يستطيع أن يتحكم في أعصابه كما لم تتحكمي أنت في أعصابك.
أفكار للعقاب
بعيدًا عن العقاب الجسماني، يمكن أن تعاقبي ابنك بحرمانه من أشياء يحبها أو يحتاجها، كأن تمنعيه من مشاهدة برنامجه المفضل، أو تعاقبيه بأخذ نصف مصروفه فقط لمدة أسبوع، أو أنك لن تخاطبيه حتى نهاية اليوم، أو لن تأخذيه معك لزيارة أو أنك لن تشتري له ما وعدته به عقابًا له.
من الممكن أن يكون العقاب بالتهديد من حرمانه من رحلة نصف العام لأي مكان أثري أو حديقة الحيوان، أو أي مكان يحب زيارته، أو أن تحرميه من مصيف السنة، أو حفلة عيد ميلاده.
