“أنقذ مجلس الأمن والمجتمع الدولي مصر من الوقوع في فخ نصبه تنظيم داعش لها ولجيشها، عندما رفضا دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تدخل عسكري دولي في ليبيا، ففي غمرة الغضب والرغبة في الثأر بعد جريمة ذبح 21 مصريًا على يد فرع تنظيم «الدولة الإسلامية» بليبيا، تدافع كبار المسؤولين والإعلام المصري يتنادون الحرب… الحرب”.
اعتبر الكاتب السعودي جمال خاشقجي، في مقاله المنشور بجريدة الحياة اللندنية اليوم السبت، أن قرار مجلس الأمن برفض الاقتراح المصري بالتدخل العسكري في ليبيا “جاء إنقاذًا لمصر من التورط في حرب مع داعش تدفع جماعات إسلامية أخرى لمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وانتقد خاشقجي تغطية الإعلام المصري للضربة الجوية على ما وصفه بمعاقل “داعش” في درنة، مشيرًا إلى أن الحل لا بد أن يكون سياسيًا لا عسكريًا على عكس ما يقوله الإعلام المصري.
وكتب يقول “بعض الإعلاميين المصريين ذهبوا إلى حد التأكيد أن الغارات أصابت بدقة عددًا من الإرهابيين الذين نفذوا جريمة الذبح، إنه كلام مناسب للاستهلاك المحلي، ولكن الخبراء يعلمون أن القصف الدقيق الذي يصيب مكانًا بعينه حددته استخبارات مسبقة يحتاج إلى قنابل ذكية أو طيار مغامر يقصف من علو منخفض، وكل ذلك غير متوافر”.
ولفت النظر إلى أن “الموقف الخليجي الأخير والموحد، الذي أعلن صراحة رفض اتهامات الحكومة المصرية لدولة قطر بدعم الإرهاب، لأن الأخيرة رفضت الحماسة المصرية للحرب في ليبيا، هو موقف محبّ لمصر ومدرك لواقعها السياسي وقدراتها العسكرية، ولا بد لمحبّي مصر أن يمنعوها من الوقوع في فخ داعش، فالتنظيم يتمنى الحرب وهو غير حريص على الانتصار”.
واتبع “إنه يريد الحرب للحرب ذاتها، فهو يحيا بها، فالحرب تؤدي إلى الفوضى، والفوضى هي البيئة التي ينتعش فيها، لذلك يجب أن نؤمن أن الحرب على داعش تبدأ بوقف الفوضى”.
وأيد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحاتٍ خاصة لـ”رصد” ما جاء في القسم الأول من المقال بقوله “بالفعل الضربة كانت مطلوبة للرد على الإرهابيين من جنس فعلهم، لكن الحل الذي سيقضي على داعش يجب أن يكون سياسيًا في البداية من خلال تشكيل حكومة قوية من اللواء خليفة حفتر وباقي الأطراف، من ثَمّ يدعمها الجوار العربي للقضاء على داعش”، مضيفًا “ولو تكرر فعل داعش فعلينا الرد عليهم”.
وأكمل خاشفجي في مقاله ” الجنرال خليفة حفتر، وإن بدا فكريًا بعيدًا عن «داعش»، فهو ضد الإسلام السياسي، ولكنه أيضًا يرفض المشاركة والاحتكام إلى الديموقراطية، وكان أول من رفع السلاح في ليبيا، حتى قبل انتخابات مجلس النواب الذي انتهى بفضل عناده وتعنته لاجئًا في طبرق مكرسًا انقسام البلاد.
كما حذر خاشقجي في مقاله مما وصفه بـ”الفخ العراقي”، مشيرًا إلى أن مصر تسير على درب رئيس الحكومة العراقة نور المالكي من تعامل عنيف مع معارضيه ما دفع تنظيمًا كداعش للظهور بقوة.
واستطرد في مقاله يقول “في النهاية استخدم المالكي القوة المفرطة في فض الاعتصام في نهاية 2013 واستباحت ميليشياته الرمادي والفلوجة، واعتقل نواب معارضون، وشيوخ قبائل، وقتل العشرات. النتيجة أن من نجا قال: ألف داعشي ولا مالكي”.
واختتم مقاله مطالبًا مصر بعدم الاستمرار في منهج المالكي من عنف وقال ” لدى مصر ما يكفيها من المشكلات، ومحبة مصر أن نبعدها وننصحها بعدم الوقوع في نكسة أخرى”.
وعند النقطة الأخيرة قال نافعة في تصريح خاص “العلاقة بعد موت الملك عبد الله أصبحت متوترة مع السعودية وقطر، ونحن لا نسير على نهج أحد وسننتصر على الإرهاب”.