تعد الدواجن وخصوصًا البيضاء هي البديل الرئيسي للحوم الحمراء على موائد معظم المصريين، وذلك لانخفاض سعرها مقارنة باللحوم التي وصلت في بعض المناطق إلى 90 جنيهًا للكيلو.
إلا أنه مع تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد في ظل حكم العسكر والارتفاع الشديد في الأسعار، أصبح المواطن يعاني معاناة شديدة من أجل أن يحيا حياة شبه كريمة هو وأسرته، وظهرت زيادة الأسعار بوضوح شديد في الأطعمة من خضروات وحبوب وحتى الدواجن التي تعتبر غذاءا لكل من لا يستطع شراء اللحوم الحمراء باهظة الثمن، إلا أنه في الفترة الأخيرة لم تسلم حتى الدواجن من زيادة الأسعار.
وأرجع المواطنون زيادة أسعار الدواجن لعدة أسباب، يقول الحاج أحمد عبد التواب، صاحب محل دواجن: زيادة سعر الدواجن في الفترة الأخيرة لسببين رئيسيين هما ارتفاع أسعار الأعلاف بصورة غريبة، وارتفاع سعر أسطوانة البوتاجاز التي تعتمد عليها المزارع في تدفئة الدواجن، ويعتمد عليها محل الدواجن في تنظيف الدواجن بعد ذبحها، وهذا بالتالي ينعكس على المستهلك“.
ويضيف أيمن فتحي، صاحب مزرعة دواجن لـ”رصد”: “هناك عدة أسباب ترجع لزيادة أسعار الدواجن منها عدم توفر أسطوانات بوتاجاز وخصوصًا في فترة الشتاء، وتلك الأسطوانات أساسية حيث نعتمد عليها في تدفئة الدواجن، وعدم توفر تلك الأسطوانات يؤدي إلى نفوق الكثير من الدواجن داخل المزرعة بسبب برودة الجو وبالتالي تزيد تكلفة العنبر على عدد الدواجن الموجود فكلما قل عدد الدواجن في العنبر وزادت حالات النفوق يزيد السعر، أيضًا هناك سبب رئيس آخر لزيادة السعار في الدواجن وهو ارتفاع سعر الأعلاف والأدوية البيطرية بصورة مخيفة، وبالتالي تزيد التكلفة خصوصًا في عدم وجود دعم ولا رقابة ولا إشراف بيطري من قبل الحكومة“.
من جانبه يقول منير عبد السميع، مستهلك: “بعد تلك الزيادة الأخيرة حين يصل سعر الكيلو إلى 18 جنيهًا كيف لنا أن نشتري الدواجن؟ أقل دجاجة الآن تكلفتها 40 جنيهًا بخلاف تسويتها والطعام المصاحب لها وهي لا تكفي سوى أربعة أفراد فقط، فكيف يكون حال المواطن الفقير الذي يزيد عدد أفراد أسرته عن 4 ؟”.
وتضيف وفاء المصري، مستهلكة: “كنا بنشتري الفراخ مرتين في الأسبوع الآن نشتريها مرة واحدة فقط في الأسبوع وتكلفنا الوجبة الواحدة 100 جنيهًا بعد التسوية والأرز والطبيخ أو المكرونة والخضار“.
فيما تقول علية عبد القدير، مستهلكة: “أنا سيدة مسنة وزوجي أحيل للمعاش، وكنا لا نستطيع أن نشتري اللحمة إلا مرة كل عدة شهور، وكنا نستكفي بالفراخ، أما الآن فلا نستطيع أن نشتري الفراخ بعد أن ارتفع سعرها”، بينما اكتفيت “م.ف” بأن قالت: “حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي غلَّى القوت على الغلبان وخلَّاه ولا عارف يعيش ولا عارف ياكل“.