شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“الطائرات المفخخة”.. عودة لزمن الكذب الجميل

“الطائرات المفخخة”.. عودة لزمن الكذب الجميل
منذ انقلاب الثالث من يوليو، يعيش الشارع المصري في حالة من تضليل العقل، وذلك عبر ما يلاقيه من نشر شائعات، واختلاق أساطير، ونشر الأكاذيب، التي يبثها إليه الإعلام التابع للنظام العسكري في مصر.

منذ انقلاب الثالث من يوليو، يعيش الشارع المصري في حالة من تضليل العقل، وذلك عبر ما يلاقيه من نشر شائعات، واختلاق أساطير، ونشر الأكاذيب، التي يبثها إليه الإعلام التابع للنظام العسكري في مصر.

وبحسب تقريرٍ نشرته صحيفة “المونيتور” الأمريكية في نوفمبر الماضي، فإن النظام يهدف من خلال الإعلام إلى غسيل مخ الشعب المصري، من خلال قلب الحقائق، وتغيير القناعات، وضرب هوية الأمة، ومهاجمة الثوابت، والتباهي بالخيانة والعمالة، وتكذيب الصادق، وتصديق الكاذب، ما جعل مصداقية هذا الإعلام تتهاوى حتى قاربت على التلاشي، حتى إنه صار من المبتذل الحديث في هذا الصدد.

ولكن الجديد هو ما تداولته وسائل الإعلام الموالية للنظام حول إلقاء الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية القبض علي خلية إرهابية تعمل على تصنيع وتخزين العبوات المتفجرة، وكانت تخطط لتصنيع “طائرات مفخخة” لاستهداف المنشآت الشرطية، ما يذكرنا بـ”زمن الكذب الجميل”.

ولم يكن خبر “الطائرات المفخخة” أول خبر يبثه الإعلام معتمدًا على سذاجة المتلقين من الشارع المصري:

كرة أرضية تحت منصة رابعة:

ولا يجوز الحديث عن الأساطير التي بثها الإعلاميون، دون تذكر الإعلامي أحمد موسى، من أن جماعة الإخوان المسلمين قتلت قرابة الـ80 شخص وأخفت جثثهم في كرة أرضية أخرى تحت أرض المنصة بالميدان.

وجاء ذلك خلال إحدى حلقات برنامجه “الشعب يريد” والتي بثت على فضائية “التحرير”، بالتزامن مع اعتصام رافضي الانقلاب بميدان رابعة العدوية، حيث زعم أن هناك كرة أرضية تحت منصة رابعة يخفي فيها المعتصمون جثث قتلاهم.

الإخوان يقتلون الإخوان:

وخلال محاولتهم المستمرة لتبرئة الشرطة والجيش من دماء الشهداء، وردًا على السؤال المتكرر من الشارع “أومال مين اللي قتل المعتصمين!؟”، ابتكر بعض الصحف أسطورة “الإخوان هم من قتلوا الإخوان”.

هذه الأسطورة قديمة نسبيًا، حيث بدأها الإعلام في أحداث قصر الاتحادية، ولكنها توسعت بعد قتل الإخوان لأنفسهم في أحداث الحرس والمنصة وحتى الفض، لتشمل قتل أفراد الجماعة لأنفسهم في السجون والمعتقلات.

أسلحة كيماوية في اعتصام رابعة:

ومن أشهر هذه الأكاذيب، كان الادعاء الذي انتشر بالتزامن مع اعتصام رابعة، حول احتواء اعتصام رابعة أسلحة نووية وكيماوية، حيث زعم وزير الخارجية حينها، نبيل فهمي، خلال مقابلة إعلامية، أن هناك تقريراً صدر عن منظمة العفو الدولية، بشأن وجود أسلحة ثقيلة داخل ميدان رابعة العدوية”، واستمر الإعلام في ترويج الكذبة حتى بعد أكذبته المنظمة وقالت: إنها لم تقل هذا!

مؤامرة كونية على مصر:

وفي واحد من مساعي الإعلام لتخويف المصريين وحشدهم ضد معارضي الانقلاب، بدأ الإعلاميون بالحديث عن مشاركة جماعة الإخوان في مؤامرة كونية على مصر، بناءً على زعم اللواء “حمدي بخيت”، خلال برنامج على قناة “صدى البلد” يوم 14 نوفمبر الماضي، أن لديه معلومات ومقاطع فيديو بأن الإخوان يشاركون في استهداف مصر بحرب بيولوجية، وأن هناك طائرات تترك وراءها أثرًا من الدخان اسمه غاز “الكمتريل” السام.

القناص الكفيف:

ومن الأكاذيب التي تداولها الإعلاميون المصريون، تكرارهم الحديث عن، المتحدث باسم علماء ضد الانقلاب، ربيع أبو عيد الدمياطي، وعن دوره في “قنص” المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وبدأ كل إعلامي بالمزايدة بما شاهده من مقاطع توضح الدمياطي خلال التدريب والتنفيذ.

اعتمد الإعلاميون خلال حديثهم على ما أورده محضر إتهام الشيخ، من انضمامه إلى جماعة الإخوان المحظورة، ومشاركته في عمليات قنص المتظاهرين الرافضين لحكم مرسي، ولكنه يبدو أن معدي هذه البرامج لم يبحثوا جيدًا لإعداد الفقرة؛ فلسوء الحظ اتضح فيما بعد أن الدمياطي كفيف من الأساس.

أسر قائد الأسطول الأمريكي:

ونختم أكاذيب الإعلام بمحاولة “محمد الغيطي” اختلاق صراعٍ وهمي بين سلطة الانقلاب في مصر وبين إدارة الرئيس الأمريكي “أوباما”؛ بغية إظهار “السيسي” على أنه “ناصر جديد”؛ حيث زعم الغيطي أن قائد الأسطول السادس الأمريكي، تم أسره داخل المياه الإقليمية المصرية، عقب انقلاب 3 يوليو.

واستمرارًا لمسلسل “إهمال فريق الإعداد”، زعم الغيطي أنه استند في ذلك على كتاب مذكرات “هيلاري كلينتون”، “Hard Choices“، والذي يتناول مذكراتها أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية الأمريكية في الفترة من 21 يناير 2009 وحتى 1 فبراير 2013م، في حين أنها لم تكن وزيرة للخارجية أثناء 30 يونيو 2013م، ولا أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013م؛ وبالتالي لم يتضمن كتابها أي كواليس لـ30 يونيو وعملية الفض.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023