ينعقد بعد أيام مؤتمر مصر الاقتصادي، الذي يعول عليه نظام الانقلاب العسكري، منذ أشهر، بهدف جذب استثمارات “غير مسبوقة”، حتى سخرت كل وسائل إعلامها للدعاية للمؤتمر.
وأكد الخبير الاقتصادي، سرحان سليمان، في حديث لـ”رصد”، اليوم الثلاثاء، أن كل دعاية الحكومة للمؤتمر؛ هي دعاية أمنية وسياسية، وليس لها علاقة بالجانب الاقتصادي، أو الهدف من انعقاد المؤتمر.
وأضاف “سليمان” أن الحكومة الحالية، تعاني من التخبط، مدللًا على ذلك بتصريحات وزرائها في المجموعة الاقتصادية، وتحديدًا المالية والاستثمار والتخطيط والتعاون الدولي سابقًا؛ عن جذب استثمارات للمؤتمر، قد تصل إلى 15مليار دولار، ثم تراجعت لاحقًا لتقول، إنها تتوقع استثمارات بـ10مليار دولار فقط، بل ربما أقل.
يشار إلى أنه منذ يومين، قال وزير المالية بحكومة الانقلاب، هاني قدري، إن مصر تستهدف الحصول على استثمارات أجنبية بنحو 10 مليارات دولار خلال مؤتمر قمة مصر الاقتصادية، وذلك بعد تصريحات سابقة له، قال فيها إن مصر تستهدف أكثر من 12 مليار دولار.
ولفت “سليمان” إلى أن المستثمرين الأجانب، يطرحون الآن تساؤلات، من بينها: إذا كان في مصر أثرى أثرياء رجال الأعمال في إفريقيا، فلماذا لا يضخون استثماراتهم في مصر؟، فضلًا عن علامات استفهام حول قضايا الفساد المالي والإداري في البلاد.
وكانت مجلة فوربس، وضعت في قائمة أغنى أغنياء العالم لهذا العام (2015)، 8 من أصحاب المليارات المصريين، منهم 4 من عائلة ساويرس، و3 من عائلة منصور، ثم يليهم الملياردير المصري المهاجر، محمد الفايد، بثروة تقدر بـ2 مليار دولار.
وأشار “سليمان” إلى أن الحكومة دشنت مشروعات للمصريين ومشروعات للأجانب، ما يشير إلى أن مشروعاتها غير جاذبة، ولا تتيح المجال للمنافسة الكاملة، وبحسب قوله، فإن هذا يشير أيضًا لرغبة الحكومة في تخصيص بعض القطاعات والمشروعات الحالية، بدلًا من إقامة مشروعات قوية وجديدة.
وأكد الخبير الاقتصادي أن الحكومة الحالية، تتبع ما كان يتبعه رجال مباك، قبل ثورة يناير، من جعل الاقتصاد المصري، حبيسًا لتحكم مجموعة من رجال الأعمال، لخاصة في ظل انكماش خطير في الاقتصاد القومي، وفي معدلات النمو.
وأوضح “سليمان”، أن المشروعات المطروحة في المؤتمر؛ طويلة الأجل، على عكس ما تتبعه الاقتصادات المتقدمة، بمثل هذه المؤتمرات، من طرح مشروعات قصيرة الأجل، مؤكدًا أن النتيجة ستكون “ذوبان تأثير المؤتمر دون أن يشعر به أحد”.
وختم سرحان سليمان، الخبير الاقتصادي، حديثه، بالقول، إن النظام الانقلابي، يسير على نفس منوال نظام ما قبل ثورة يناير، من مشروعات وصفها بالعقيمة، وغير ذات أهمية.