على الرغم من مظاهر الحرية والديمقراطية خلال السنوات الثلاث الأولى عقب أحداث الـخامس والعشرين من يناير، إلا أن الانتهاكات الحقوقية وقمع الحريات في مصر بتزايد مستمر، إذ تعيش البلاد أدنى عصور احترام الإنسان، لما يشهده من الانتهاكات.
ولكن يبدو أن حياة "الكلب" باتت، اليوم، أهم من الإنسان في مصر، إذ قضت محكمة جنح شبرا الخيمة، أمس الأربعاء، بالسجن المشدد للمتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"تعذيب وذبح كلب الأهرام" 3 سنوات مع الشغل والنفاذ.
ووجه رئيس نيابة قسم أول شبرا الخيمة مصطفى المتناوي، للمتهمين تهم مخالفة القوانين المنظمة لعملية ذبح الحيوانات والتخلص منها بطريقة تثير الذعر في الشارع، وذلك بعد أن قام المتهمون بتقييده في أحد أعمدة الإنارة وضربه بالأسلحة البيضاء وذبحه.
الأمر الذي أدى إلى استنكارٍ عمّ صفحات مواقع الاجتماعي، لتحويل حادثة قتل الكلب، إلى قضية وطنية، في حين يواجه القتل والتعذيب لعشرات السجناء، وقمع المعارضين، بالصمت، منذ أحداث الثالث من يوليو.
وكان من بين المتعجبين لسرعة المحكمة، وحكم القضاة غيرالمتوقع، الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، فقد كتب عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "يا نافوخي!!.. يا قضاتك يا مصر!!.. ثلاث سنوات سجن للمتهمين في قتل الكلب ماكس.. وبراءة لجميع قتلة الثوار في جميع المذابح التي حدثت"!
وتواترت في الأسابيع القليلة الماضية أنباء عن وفاة موقوفين في عدد من أقسام الشرطة المصرية جراء التعذيب، فقد تم مؤخرًا تسجيل ثلاث وفيات بقسم شرطة المطرية بالقاهرة، ومن بينهم محامٍ. كما قتلت قوات الأمن قبل أيام ناشطا معارضا مطاردا بقرية كرداسة بالجيزة، وقالت وزارة الداخلية إنه أطلق النار على الشرطة أثناء محاولة اعتقاله.
كريم حمدي شهيد قسم المطرية:
الوقت الذي انشغلت فيه وسائل الإعلام الموالية للنظام بحادث ذبح كلب شارع الأهرام، شهد أيضًا استشهاد المحامي كريم حمدي، بعد قتله تعذيبًا في قسم شرطة المطرية بالقاهرة، وقد كان هو الشهيد الثالث في أقل من يومين، داخل قسم المطرية، بعد مقتل اثنين من الشباب نتيجة الضرب والتعذيب.
ومن جهتها، زعمت الداخلية أن شهداء قسم المطرية ماتوا من التكدس وسوء التهوية، كما خرج متحدث وزارة الداخلية ليقول أن المحامي الشاب قد لقى مصرعه بعد أن تم ضبطه يحمل متفجرات، لكن المتحدث تناسى أن الشاب لقى مصرعه داخل القسم وليس خارج القسم.
السيد الشعراوي – شهيد ناهيا:
وقبل أيام قتل شخص يدعى السيد الشعراوي، برصاص قوات الأمن أثناء مداهمتها لمنزله في قرية ناهيا، إذ أطلقت عليه 8 طلقات مباشرة، وهو على فراش نومه، خلال مداهمة قوات الأمن لمنزله، مطلقين قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش على أهله، ثم أخذت الجثة مع الحملة في مدرعة إلى جهة غير معلومة.
وادعت الشرطة أن كل جريمته هي حرق مركز الآيس كريم في ناهيا، وهو ما أثار الاستغراب لدى البعض لأن تكون تلك الحملة الأمنية الضخمة، وهذا العنف المفرط تجاه رجل متهم بحرق مركز للأيس كريم!
