أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن التقرير البريطاني بشأن مراجعة أنشطة الإخوان وتصنيفها منظمة إرهابية من عدمه، سوف ينشر بالتزامن مع نشر الاستراتيجية الجديدة للحكومة البريطانية لمكافحة التطرف، جاء ذلك في بيان من رئيس الوزراء البريطاني لمجلس العموم.
وفيما لم يحدد كاميرون موعدا دقيقًا لتلك الخطوة، لكن يتوقع أن يكون قبل نهاية الشهر الجاري حيث تنتهي ولاية مجلس العموم في 30 مارس الحالي.
وقد أعلنت مصادر قانونية مطلعة أن التقرير البريطاني بشأن مراجعة أنشطة جماعة الإخوان المسلمين والمتوقع نشره هذه الأيام، ينصح بعدم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بجماعة إرهابية.
وأكدت المصادر القانونية في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية"، والتي اطلعت على مسودة التقرير ببريطانيا أنه توصل إلى ضرورة عدم تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، موضحين كم الضغوط الإماراتية التي كانت تسير في عكس هذا الاتجاه، وأنهم يخشون التأجيل والاستجابة للابتزاز الإماراتي، في حين تراجع قليلا الموقف السعودي عن الضغط على بريطانيا.
وفي نص البيان قال كاميرون: "أريد أن أحيط البرلمان بآخر التطورات، وهي أن تقرير النتائج الرئيسية بخصوص مراجعة موقف الإخوان المسلمين، سيتم نشره جنبا إلى جنب مع نشر الاستراتيجية الجديدة للحكومة لمكافحة التطرف"، وفق الأناضول.
وعن أسباب تأخر نشر التقرير والتأجيل المستمر أرجع كاميرون ذلك إلى نقطتين هم: "المسائل المتعلقة بسياسات أوسع واستراتيجية أوسع"، قائلا: "نعتبر أن المسائل المتعلقة بسياسات أوسع تنشأ من المراجعة والاستراتيجي الأوسع، ومن الواضح أنه سوف يكون هناك حاجة فيما بعد للقيام بتدابير أكثر شمولاً في البرلمان المقبل، لمواجهة تهديد التطرف على المملكة المتحدة، ودعم المجتمعات المحلية لتحدي أولئك الذين يعارضون القيم البريطانية".
ورغم أن الحكومة البريطانية لم تعلن موعدا لنشر التقرير، لكن وسائل إعلام غربية، بينها صحيفة "إندبندنت" البريطانية قالت إن التقرير سينشر أمس الإثنين، مشيرة إلى أنه توصل إلى ضرورة عدم تصنيفها كمنظمة إرهابية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق الذي تم بقيادة السير جون جينكينز، سفير بريطانيا السابق لدى السعودية، أوضح أنه لا ينبغي أن تكون الجماعة محظورة، وأنها ليست منظمة إرهابية، لكنه دعا في الوقت نفسه، إلى ضرورة إعلان الجماعة بشفافية عن نشاط مساجدها وجمعياتها الخيرية.
ولا يعرف على وجه الدقة متى تعلن الحكومة استراتيجيها في مكافحة التطرف، غير أن صحيفة التليجراف البريطانية، قالت منذ أسبوع إنها حصلت على مشروع وثيقة رسمية، تتضمن إجراءات، لتعزيز مكافحة التطرف في بريطانيا، والتي قد تنشر قبل نهاية الشهر الحالي، أي قبل انتهاء ولاية البرلمان في 30 مارس الحالي، استعدادا للانتخابات التشريعية المقبلة في السابع من مايو المقبل.
وفي الأول من أبريل الماضي، أعلنت السلطات البريطانية "إجراء مراجعة لفلسفة وأنشطة جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام، حيث أمر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن تشمل المراجعة نشاط الجماعة داخل بريطانيا، وتأثيرها على الأمن القومي البريطاني والسياسة الخارجية بما يشمل العلاقات المهمة مع دول في الشرق الأوسط".