تساءلت مجلة "فايس نيوز" الكندية "هل تعتبر العاصمة الجديدة المزمع بناؤها في مصر، بتكلفة 45 مليون دولار، حقيقية أم جنون تام؟".
وتعليقًا على تصريح وزير الإسكان المصري أن العاصمة التي أعلن عن تدشينها في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي ستكون جاهزة في غضون خمس إلى سبع سنوات، أشارت المجلة إلى أن "مدة 12 عاما قد تكون أكثر واقعية لاستكمال العاصمة".
وفي مقابل ما قيل حول الهدف من المشروع، سواء كان تخفيف ضغط النمو السكاني وحركة المرور والتخلص من التلوث في القاهرة، إلى جانب الانتقال إلى بيئة أفضل تنظيما، فيما زعم الكثيرون أن العاصمة الجديدة هي محاولة أكبر لتعزيز اقتصاد البلاد المتعثر"، أشارت المجلة إلى "أن الكثيرين شككوا في أن تكون هذه المدينة محاولة صادقة لحل مشاكل التخطيط الاقتصادي والحضري كما يروج لها زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي".
وأردفت: "بالنظر إلى تاريخ المدن التي بنيت لهذا الغرض، فإن هناك الكثير من الأسباب تجعل المرء متشككا في مشروع مصر الجديد، ذلك أن العواصم الجديدة التي تشيد كمراكز إدارية لها سمعة سيئة، بسبب عدد كبير من المدن المماثلة التي بنيت لأسباب غير متينة بتكلفة باهظة، وبالتالي تصبح نصف فارغة، أو غير مكتملة، فمثلا مدينة تساوفيديان الصينية بُنيت لمليون شخص، لكنها لم تجذب سوى بضعة آلاف، وكذلك مدينة سيجونغ في كوريا الجنوبية أصبحت مهجورة بعد أكثر من عقد من العمل فيها".
وتابعت المجلة: "مصر لديها بالفعل سمعة سيئة بشكل خاص فيما يتعلق بالتنمية في الصحراء" ونقلت عن المتخصص في التخطيط، ديفيد سيمز، أن "ما لا يقل عن 22 محاولة حديثة استهدفت جذب المصريين للخروج من المدن والضواحي لذات الغرض، لكن المحاولات– حسب سيمز- تفتقر إلى فرص العمل أو وسائل الراحة للسكان الفقراء؛ ما أدى إلى التخلي عنها سريعا".