نشر أحمد أبو حبيبة أحد شباب الاخوان على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قصة رواها له المستشار علي جريشة، أحد أبرز قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي وضح فيها من قتل "كمال السنانيري"، والذي أقر فيها أن اللواء فؤاد علام، وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق، هو المتورط في قتله، وتناول كيف كان للتنظيم الدولي من تأثير على الحكومات والأنظمة، ليتحدث عن "التنظيم الدولي والفنكوش".
وقال: "المستشار علي جريشة، الذي وافته المنية في 2011 وكان مسؤول المركز الإسلامي في ألمانيا في بداية الثمانينيات بتكليف من مكتب الإرشاد، حكى لنا أنه في بداية عام 1982 بعد اغتيال الأخ كمال السنانيري "مفوض مكتب الإرشاد للعلاقات الدولية" نتيجة تعذيب الجلادين في سجون مصر، ثم ادعوا انتحاره، وقتها كان في بداية عهد مبارك وكانت أوائل جولاته الخارجية بعد توليه الحكم ألمانيا، وقرر هو والإخوة هناك استقباله بمظاهرات ضخمة منددة باغتيال السنانيري ومطالبة بمحاكمة قاتليه".
وأضاف: "وتم التواصل معه من داخل مصر وخارجها لإلغاء المظاهرة المحرجة لمبارك في بداية عهده، إلا أنه رفض هو والأخوة بألمانيا، وأقيمت المظاهرة بأكثر من 16 ألف متظاهر، وهو رقم ضخم جدا حينها، وانتهت عند السفارة المصرية أمام السفارة المصرية بألمانيا، وتم تغطيتها في صحف كبرى، وكان بعضها "بأجر" في شكل خبر صحفي، فسبب ذلك للسلطة في القاهرة الرعب، وخشوا من انتشار الأمر واستمرار استقبال مبارك بمظاهرات في تحركاته الخارجية المقبلة، فتواصل المجرم فؤاد علام "وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق حينها" مع المستشار جريشة وألح عليه لمقابلته، وهو يرفض إلى أن قبل أخيرًا بعد استشارة الإخوة".
وتابع: "لا بد التركيز في النقاط التالية: علاقات الإخوة في ألمانيا حينها وصلت إلى أن تم فتح صالة كبار الزوار في استقبال فؤاد علام، ولم تفتش حقائبه وهو ما جعله من بداية الزيارة فاغر فاه متعجب ومندهش من سيطرة الإخوان في بلد أوروبية كألمانيا، كما استقبل فؤاد علام في المطار أخ ألماني حاصل على الدكتوراة كسائق للسيارة وأخبره المستشار أن يحترس لأن علام سيحاول رشوته لتجنيده أو معرفة معلومات عن المستشار، وهو ما حدث، حتى الطباخ الذي كان يخدم علام وكان مكلفا بمراقبته وكان المستشار يناديه بـ"بيتر" ويكلمه بالألمانية على أنه ألماني هو مسلم عربي كلفه بالمهمة، فأداها على خير ما يكون، رغم أن هذا الألماني صاحب الشعر الأصفر والوجه الأبيض المشرب بالحمرة هو من أبناء فلسطين ومن الإخوان المسلمين".
وأردف: "وبعدها تم إعداد المنزل الذي سيستقبله فيه ووضع أجهزة لتسجيل اللقاء على بعد معين لمعرفة الإخوة بأن عناصر الأمن المصرية تستطيع كشف أجهزة التصنت التي في إطار عدد معين من الأمتار فجعلوها في مجال أبعد، وتم التسجيل بالفعل دون شعور علام، واستدراج فؤاد علام في الكلام، وبالفعل أدلى في حواره المسجل مع المستشار أن الشهيد السنانيري قتل نتيجة التعذيب، وكان علام بنفسه أحد المشاركين فيه، وتعامل المستشار معه بعزة عالية وأملى عليه أربعة أوامر إذا نفذها عند رجوعه لمصر "فسيتم النظر في طلبه" ونفذها بعد عودته مباشرة"، مؤكدًا أن هذا حدث في أول الثمانينيات.
واستطرد: "تمر الأعوام وفي 2006 يظهر المجرم المأفون فؤاد علام في الإعلام، وقد اعتقد أن المستشار قد توفاه الله ليقول إن السنانيري انتحر في السجن وعلي جريشة أكد على كلامي ده، فخرج له حينها المستشار رحمه الله في تصريحات صحفية قال فيها: بل قتلته أنت يا علام وما زال عندي تسجيل اعترافك بقتله، والمستشار جريشة كان أحد رموز التنظيم الدولي للإخوان، وبالطبع سمعنا وشاهدنا جميعًا مذكرات "يوسف ندا" وتأثيره كممثل للإخوان بالخارج في أكبر القضايا العالمية في التسعينيات كلقائه المباشر مثلا مع صدام حسين في محاولة لوقف الحرب على الكويت حينها وغيرها".
واختتم: "ليأتي لنا الآن عندما أسمع أنا وغيري من إخواني هذه الأحداث وتأثيرها الدولي ويتكون في مخيلتنا صورة ما، ونقارنها بالأداء الحالي الخارجي للإخوان الموجدين في أكثر من 83 دولة كما تعلمنا، فهل كانت هذه نماذج (فردية) لقيادات فذة صعب تكرارها صنعت نجاحات ما في حقب زمنية بظروف معينة وانتهى الأمر على ذلك، أم كان هناك تنظيم دولي مؤثر بالفعل في المعادلة السياسية العالمية لكنه شاخ وعجز وفقد القدرة على الفعل، أم إننا أنتجنا في عقولنا "فنكوش"، وصدقناه؟!!".