أصبح الحذر من رؤية المزلقان أكبر منه حين رؤية القطار ذاته، فالقطار تستطيع تفاديه لو أنك استطعت تفادي سوء الخدمة والتحكم بالمزلقان، فبين إهمال الحكومة واستهتار عمال المزلقانات تضيع حياة المواطنين في مصر.
مزلقانات أسيوط كانت مثالا حاضرا على ذلك الاستهتار، فمزلقان الرياض لا يختلف الإهمال فيه عن المندرة بمركز منفلوط والذي راح ضحيته 50 طفلا عام 2012، وكذلك محطة أبوتيج التي راح ضحيتها طالب أزهري بالأمس القريب، تعاني جميعها من إهمال واضح من المسؤولين في المحافظة والوحدات المحلية، الذين لا يعبؤون بتعرض حياة المواطنين للخطر في تلك المزلقانات.
مزلقان الرياض والذي يمر من خلاله تقريبا نصف سكان أسيوط يوميا، فعلى طول خط السكة الحديد هو المنفذ والمعبر الوحيد إلى حي شرق، فضلا عن كونه يحتوي في جانبه الآخر على جميع المباني والمصالح الحكومية، كذلك أهم سوق مجمع في أسيوط، حيث تمر من خلاله سيارات ودراجات بخارية وهوائية.
ويمر من خلاله الكبير والصغير، ولم تجد المحافظة سبيل لمنع كل هؤلاء من العبور أثناء عبور القطار، سوى "سلسلة حديدية" يستطيع أصغر طفل رفعها بكلتا يديه والمرور أسفل منها، لذا فمن المتوقع والبديهي حدوث كارثة ستودي بحياة المئات وليس العشرات فقط إذا استمر الوضع كما هو عليه.
في هذا الصدد استطاعت شبكة "رصد" أن تلتقط صورا توضح الإهمال الجسيم في الحفاظ على حياة المواطنين أثناء عبور القطار بهذا المزلقان، ورصد عدد من آراء المواطنين على تلك الجريمة حيث يقول "محمد وهبة- موظف": "أنا علشان أروح شغلي لازم أعدي المزلقان، وبتكون أصعب لحظة في يومي، لأن المزلقان ماحدش عارف أصلا بيتم التحكم فيه إزاي".
وأضاف "أحمد علي- عامل": "أي حد عاوز يعدي بيرفع السلسلة وبيعدي، وعامل المزلقان نايم ومطريها".
يذكر أن مصر شهدت خلال الثلاث أعوام الماضية أكثر من 4 حوادث، اثنتان منها حدثت في أسيوط وراح ضحيتهما أكثر من 50 مصريا فيها كلهم أطفال، بينما يظل التفريط في حياة المواطن والاستهانة بها من قبل المسؤولين موجدوا.