في ظل تزايد مخاوف الخليج من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، والرغبة في احتواء تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية"، أتى التدخل العسكري في اليمن ليحفز الدول العربية نحو إنشاء جيش عربي مشترك، لكن هذا الأمر لن يكون سهلا إذا اضطلعت الجامعة العربية بتشكيله؛ بسبب ما تعانيه من انقسامات وشقاق، وهو ما سلطت عليه وسائل الإعلام الأجنبية الضوء، ونستعرضه في السطور التالية:
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن "القادة العرب يقتربون أكثر من أي وقت مضى من إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، بينما يمكن اعتباره دليلا على تصميم جديد بين السعودية ومصر وحلفائهما للتدخل بقوة في نقاط إقليمية ساخنة، سواء ضد المتشددين الإسلاميين أو ضد انتشار القوة الإيرانية"، مشيرة إلى "أن هذه القوة ظلت هدفا مستعصيا على الدول العربية لعقود، ولا يزال هناك تردد بين بعض الدول بشأنها، لا سيما حلفاء إيران مثل سوريا والعراق مما يبرز الانقسامات بالمنطقة"، موضحة "أن المقترح سيجعل الإجراءات العسكرية كالتي اتخذتها مصر والسعودية في ليبيا واليمن أكثر سهولة".
بينما نقل موقع "منت برس نيوز" الأمريكي عن هلال خشان، رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، قوله إن "احتمال إنشاء مثل هذه القوة العربية المشتركة في المستقبل القريب ليس واردا بقوة"، مشيرا إلى أن "أولى عقبات هذا المقترح هو الشقاق بين دول الخليج العربي، حيث إن دول الجامعة العربية ليست لديها أهداف موحدة للسياسة الخارجية للاتفاق على كيفية استخدام هذه القوة، وعدم وجود دعم من الولايات المتحدة هي العقبة الثانية أمام المقترح، إذ إن العرب بحاجة لدعم الولايات المتحدة قبل إنشاء هذه القوة، ومن المستبعد جدا أن ترغب الولايات المتحدة بأن يعمل العرب بشكل مستقل عن خططها للمنطقة".
وتحت عنوان "تساؤلات وإجابات عن قوات حفظ السلام العربية" أشارت صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" الأمريكية إلى "أنه من غير المرجح أن تمثل هذه القوة العربية المشتركة الدول العربية الـ22، لا سيما أن هناك مؤشرات أن الانضمام إلى القوة سيكون اختياريا"، مضيفة: "بالأساس ستكون القوة العربية السنية التي تمثل مصالح الدول السنية مثل السعودية ومصر، كما أنها ستقاتل التنظيمات المتطرف مثل تنظيم القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية"، إلى جانب مواجهة تأثير القوة الإقليمية الشيعية، وهي إيران".
وأشار موقع "ميليتري تايمز"، المختص بالشؤون العسكرية: "من المرجح أن تقوم السعودية، القوة الاقتصادية الأكبر في المنطقة، بدور قيادي في الجيش العربي المشترك، كما ستكون مصر، التي تضم أكبر جيش في العالم العربي، لاعبا رئيسيا فيه، إلا أن مصر تعتمد اعتمادا كبيرا على المساعدات المالية من السعودية ودول الخليج والتي تبرعت بالمليارات لتمويل الاقتصاد المتعثر في البلاد، مما يعني أن شواغل ومخاوف دول الخليج العربي سيكون لها التأثير الأكبر والهدف الأهم من تشكيل هذه القوة".
ونقل عن مسؤولين عسكريين "أن القوة المقترحة قد تصل إلى 40 ألف جندي يكون مقرها الرئيس في القاهرة أو الرياض".
من جانبها أوضح موقع "بيزنس إنسايدر" أن "مسؤولين بالجامعة العربية أشاروا إلى أن بعض الدول العربية أبدت تحفظاتها على تشكيل قوة مشتركة، ومنها العراق، حيث نصح وزير خارجيته إبراهيم الجعفري، زملاءه الوزراء "بأن هناك حاجة لمزيد من الوقت للتخطيط"، وأضاف الموقع "ربما يعود ذلك لأن إيران تملك النفوذ الهائل بالحكومة العراقية التي يقودها الشيعة، كما أن مستشاريها العسكريين يلعبون دورا نشطا في الحرب من قبل القوات الحكومية والميليشيات الشيعية المتحالفة".