تستمر الأزمات الاقتصادية في مصانع مصر عامة، ومصانع الفيوم خاصة، وذلك رغم وعود حكومية بتحسين الأوضاع الاقتصادية، بعد المؤتمر الاقتصادي الذي جرى عقده بشرم الشيخ الشهر الجاري.
تلك الوعود التي لم يوجد لها أثر على أرض الواقع، في ظل تأثر صناعة السيراميك والأدوات الصحية كثيرا بالمدينة الصناعية في الفيوم، بالتزامن مع الضربة العسكرية التي وجهها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى ليبيا قبل شهر، مما تسبب في إلغاء كل عقود المصانع مع المستوردين في ليبيا، والتي كانت تمثّل نسبة 40% من نسبة مكاسب تلك المصانع.
يقول أحد المهندسين المسؤولين بمصنع الملكة للأدوات الصحية في المدينة الصناعية بالفيوم: "ضرب ليبيا أثّر كثيرا على الإنتاج عندنا، وقلل نسب الأرباح بشكل كبير، وده اضطر المصنع إنه يلغي نسب الأرباح اللي كان بيديها للعمال".
وأضاف قائلا خلال تصريحاته لشبكة "رصد": "بعد الضربة الجوية مباشرة عادت أكثر من 10 شاحنات تابعة للمصنع كانت تنتظر الدخول إلى ليبيا من بوابة السلوم، وده خسائر على المصنع".
في ما يضيف أحد عمال المصنع ويدعى محمود: "كل مدى الموضوع بيسوء أكثر وأكثر، قبل ضرب ليبيا كنا بناخد 5 أيام إضافي في الشهر، وأكتر كمان علشان نخلص الطلبيات بتاعة المصنع، وده كان بيفرق معانا في المرتب كتير، كان مرتبنا بيزيد بـ500 و600 جنيه بالإضافي، دلوقتي لا فيه إضافي ولا فيه أرباح كمان، طيب أنا أعمل إيخ؟ والالتزمات بتزيد عليّ كل يوم، والحكومة والسيسي يقولوا انتعاش اقتصادي ومابنشوفش حاجة".
الحال في مصانع السيراميك بالمدينة لا يختلف كثيرا، فوتيرة الإنتاج قد انخفضت بسبب الحرب في ليبيا واليمن ومشاكل مصر السياسية مع تركيا وقطر، والتي أدت لعدم تجديد العديد من عقود التصدير في تلك الدول، وقيام تلك الدول بنقل استيرادها وشراكاتها مع مصانع أخرى.
وقال أحد المهندسين المسؤولين في مصنع سيراميكا الفراعنة في المدينة الصناعية بالفيوم إن الحالة السياسية والعداء الذي تقوم به القيادة السياسة مع كثير من الدول العربية وغيرها، يؤثران كثيرا على الحالة الاقتصادية وعقود المصانع، ويؤكد وجود مشكلة ضخمة في التصدير للعديد من الدول، مما يؤثر على إنتاج المصنع الداخلي ومكاسبه.
