أصيب نحو 15 شخصًا في مسيرات نظمها الفلسطينيون في نابلس، خلال إحياء الذكرى 39 ليوم الأرض، الذي أصبح رمزًا لصمود شعب فلسطين في وجه سياسات التهجير والتهويد.
واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين، كما اعتدى أفراد منه على الصحافيين الذين حضروا لتغطية المسيرات.
معركة الكفاح من أجل الأرض
وتحت شعار"إنا باقون، ما بقي الزعتر والزيتون"، أحيا الفلسطينيو، أمس الإثنين، داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، ذكرى يوم الأرض التي أطلقت شرارتها الأولى من أراضي 48، عام 1976، رفضًا لسياسة المصادرة والاقتلاع التي انتهجتها ولا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ويخوض الفلسطينيون منذ 39 عامًا كفاحًا مريرًا ضد مخططات التهويد الرامية إلى هدم منازلهم وتشريدهم. ومع مطلع 1976، بلغت سياسة الاحتلال في تهويد الأراضي الفلسطينية أوجها، مستخدمًا غطاءً قانونيًا لتبرير أعماله الاستيطانية، فتارة يجد لها مسوغات: "خدمة الصالح العام"، وأخرى في تفعيل "قوانين الطوارئ" الانتدابية.
وصادرت قوات الاحتلال في العام ذاته (1976) قرابة 21 ألف دونم من أراض فلسطينية في الجليل، خصصت جميعها لإقامة مستوطنات جديدة في إطار خطة تهويد الجليل وتهجير سكانه العرب، ما أدى إلى إعلان الإضراب العام داخل هذه الأراضي، كأول تحد مباشر لإسرائيل بعد احتلالها الأراضي الفلسطينية عام 1948، وفقًا لروسيا اليوم.
الاحتلال يسيطر على 85% من فلسطين التاريخية
ويسيطر الاحتلال الإسرائيلي حاليًا على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية، البالغة نحو 27 ألف كيلومتر مربع، في المقابل يستغل الفلسطينيون فقط نحو 15% من تلك المساحة.
ويذكر مركز الإحصاء الفلسطيني، في بيان إحصائي أصدره بمناسبة الذكرى 39 ليوم الأرض، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمدت إلى هدم نحو 500 مبنى في الفترة ما بين 1967 إلى 2000 لتتصاعد هذه العمليات ما بين 2000 و2014، إلى هدم 1.342 مبنى في مدينة القدس.
وتشير بيانات الإحصاء الفلسطينية، إلى أن 48.5% من المستوطنين يسكنون حاليًا في القدس، إذ يبلغ عـددهم حوالي 281.684 مستوطنًا في القدس، بينهم 206.705 مستوطنين في القدس.
وتشكل نسبة المستوطنين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطنًا مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس، بحوالي 69 مستوطنًا مقابل كل 100 فلسطيني.
حرب غزة 2014
ودمّرت نحو تسعة آلاف وحدة سكنية بشكل كامل خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في صيف 2014، إضافة إلى تدمير جزئي لـ47 ألف وحدة سكنية أخرى.
وأشارالإحصاء الفلسطيني، إلى تدمير كامل لـ327 مدرسة، إضافة إلى ست جامعات دمرت جزئيًا، والقضاء على 71 مسجدًا وبعض الكنائس.
الاحتلال ينهب الثروات الطبيعية الفلسطينية
قال مركز الإحصاء الفلسطيني، إن الاحتلال يستغل الموارد الطبيعية الفلسطينية، كحقل مفتوح للاستغلال الاقتصادي، بخاصة فيما يتعلق بالمناطق المسماة "ج"، والتي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، بحسب اتفاقيو أوسلو والتي تمثل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، فيما يمنع الفلسطينيون من استغلال هذه الثروات بسبب قيوم الاحتلال.
كما خصص الاحتلال أراض في غور الأردن كمكبات للنفايات الصلبة، الناتجة عن المناطق الصناعية، ويتم فيها أيضًا التخلص من مياه الصرف الصحي للمستوطنات الإسرائيلية، إلى جانب القيام بعلميات حفر للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في عدة أنحاء من الضفة الغربية.
وتمر الذكرى39 ليوم الأرض، ويبقى الفلسطينيون متمسكون بأرضهم، متشبثين بتاريخهم، إلى أن يزول الاحتلال وتبقى أراضيهم محررة.