تتعاون مصر والمملكة العربية السعودية عسكريًا لإحباط الانقلاب الحوثي في اليمن، لكن الاتفاق حول كيفية التعامل مع الصراعات المعقدة والمتشابكة في المنطقة، قد تتوقف عند هذا الحد.
واتضح تضارب المصالح بين البلدين في القمة العربية التي تمت مطلع الأسبوع الحالي، بشأن الأزمات في كلّ من سوريا وليبيا.
ووفقا لتقرير نشرته الأسوشيتد برس (AP)؛ ففيما تشهده سوريا فإن السعودية تتمسك بإزاحة بشار الأسد عن المشهد تمامًا.
وفي كلمته أثناء القمة العربية في شرم الشيخ، أدان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز "أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء"، مضيفًا أنه "لا يمكن أن يكون هؤلاء في أي جزء من قرارالحل في حرب دامت لأكثر من خمس سنوات".
في المقابل، يرى قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي أن أي حل سياسي، يجب أن يكون الأسد طرفًا فيه، لمواجهة ما أسماها بالمنظمات الإرهابية، ومنع انهيار مؤسسات الدولة السورية، على حد قوله.
ويعكس خطاب السيسي رأس أولوياته منذ انقلابه والذي يهدف إلى محاربة الإسلاميين. هذا وصرح مسؤول بحكومة إبراهيم محلب، يوم الجمعة الماضي، للأسوشيتد برس، بأن "الموقف المصري يرى ضرورة أن يكون نظام الأسد جزءًا من المفاوضات والفترة الانتقالية".
الخلافات الواضحة، برزت إلى السطح حينما قرأ السيسي، وبكل فخر، خطابًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصوت عال في الجلسة الختامية للقمة العربية يوم الأحد الماضي، وهو ما وضع السيسي في موقف محرج أمام السعودية، بحسب أسوشيتد برس.
وفي رسالته، دعا بوتين إلى حل سياسي للحرب في سوريا. وبعد أن قرأ السيسي ذلك، رد سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، منتقدًا روسيا، في كلمة بثت على الهواء مباشرة على شاشات التلفاز.
وأضاف "الفيصل" قائلًا إن "الروس يتحدثون عن بؤس الوضع في سوريا، في حين أنها هي الجزء الرئيسي من تلك المآسي التي تؤثر على الشعب السوري"، مشيرًا إلى اتفاقيات بيع السلاح الروسي إلى دمشق.
من جانبه، وفي محاولة لإبعاد نفسه عن الحرج، شكر السيسي وزير الخارجية السعودية، ثمّ قال، إن "جميع القادة العرب يؤكدون بحثهم عن حلول للأزمات الإقليمية، في اتصالاتهم مع اللاعبين الدوليين".
أما في ليبيا، فصرح السيسي بأن ضربته ليبيا كانت للوقوف أما القوة المتنامية لمن أسماهم بالمتشددين الإسلاميين، وعاونته الإمارات العربية المتحدة في ذلك، مطالبًا بضرورة العمل على إنهاء أزمة ليبيا، التي لم تكن ضمن أولويات السعودية.
الكاتب الصحافي عبد الله السناوي، والذي وصفتخ أسوشتيد برس بالمقرب من الجيش والسيسي، قال: "الاتفاق بين الجانبين، من المرجح أن يشل أي إجراء طائفي في المستقبل، بما في ذلك من خلال قوة عسكرية مشتركة".
وكان الكاتب الصحافي إبراهيم عيسى، اتهم السعودية، بعد خطاب وزير خارجيتها، بأنها على قدم المساواة مع قوات الأسد وإيران في تحمل مسؤولية إراقة الدماء في سوريا، بسبب دعمها للمتمردين المناهضين للأسد.
دفع هذا الأمر، بالكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والمعروف بقربه من صناع القرار السعودي، للرد غاضبًا عير حسابه على "توتير"، إذ قال: "تجاوزات الإعلامي المصري إبراهيم عيسى على المملكة والأمير سعود الفيصل، أمس، يستلزم تدخلًا.
وأضاف: "لو كان الإعلام هناك حرًا، لما قلت ذلك ولكنه إعلام النظام". لتلجأ قناة أون تي في، مذيعة برنامج "عيسى" للاعتذار عن تصريحات الإعلامي ضد السعودية.